للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمَّا أن نزل من الطائرة تشرف المستقبلون بالسلام عليه ثم استقلَّ سيارته المكشوفة بين ترحيب وهتاف من الجميع من مطار جدة إلى قصره الملكي الذي كان زاخرًا بالأمة الذين قدموا للسلام والتعزية والتهنئة له بتوليه عرش المملكة. ولما كان في عصر ذلك اليوم قدم سماحة المفتي فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ على رأس وفد من الرياض يتقدم الوفد أصحاب الفضيلة العلماء للسلام على الملك سعود وتقديم مسنون التعزية له في فقيد البلاد وتهنئة جلالته بتقلده شرف إمامة المسلمين. وبعدما حصلت المقابلة في وقت كان المجلس فيه غاصًا بحضرات أصحاب السمو الملكي أمراء البيت المالك والعلماء ورؤساء القبائل والوزراء وكبار موظفي الدولة وقواد الجيش والأمن العام تكلم الشيخ محمد بن إبراهيم موجهًا الكلام إلى صاحب الجلالة فقال: بايعتك بيعة قبول ورضاء على أن أسمع لك وأطيع على دين الله ورسوله من حماية حوزة الدين وتحكيم الشرع المطهر وإقامة العدل وإنصاف المظلوم والقيام بحقوق الأمانة. والله على ما أقول وكيل.

ثم تلاه إخوته وأنجاله ثم بقية العلماء من بينهم الشيخ محمد بن الشيخ حمد بن فارس.

ثم تلاهم الجميع على مثل بيعة المفتي الأكبر.

وقد تقبل البيعة جلالته بالتقدير وعلق عليها بأنَّه يستعين بالله وحده في تحمل هذا العبأ الكبير لخدمة أمته وشعبه في دينهم ودنياهم وأنَّه يتشرف برعاية هذين الحرمين ورعاية الشعب السعودي في كل أنحاء هذا الوطن الشاسع. ووالى عليهم قوله: "بأنني أرجو وآمل من الله تعالى المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور أن يوفقني لإحقاق الحق وإزهاق الباطل" إلى آخر كلامه.

فأقام في جدة حتى عصر الخميس ٥/ ٣ وقد كانت غاصة بالأمم على