وما هي إلا وقعة طار صيتها ... وأنجد في شرق البلاد واتهما
رفعتم بها شأن المنيب حمية ... وخضتم بهم بحرًا بالصناديد مظلما
غداة دعاكم مرة فأجبتم ... على الفور منكم طاعة وتكرما
وجردكم فيها لعمري صوارما ... إذا وصلت جمع العدو تصرما
ومن لم يجردكم سيوفًا على العدا ... نبا سيفه في كفه وتثلما
وإن الذي يختار للحرب غيركم ... فقد ظن أن يغنيه عنكم توهما
كما راح يختار الضلال على الهدى ... وعوض عن عين البصيرة بالعما
ومن قال تعليلا لعل وربما ... فماذا عسى يغني لعل وربما
عليكم إذا طاش الرجال سكينة ... تزلزل رضوى أو تبيد يلملما
ولما لقيتم من أردتم لقاءه ... رميتم به الأهوال أبعد مرتما
صبرتم لها صبر الكرام ضراغما ... واقحمتموها المرهفات تقحما
ووأدتموها شرعة الموت منهلا ... تذيقهموا طعم المنية علقما
وما خاب راجيكم ليوم عصبصب ... يريه الردى لونا من الروع أدهما
وجردكم للضرب سيفًا مهندا ... وهزكمو للطعن رمحا مقوما
ومن ظن أن العز في غير بأسكم ... وها عزه في زعمه وتندما
وما العز إلا فيكمو أو عليكمو ... وما ينتمي إلا إليكم إذا انتمى
إذا ما قعدتم الأمور وقمتم ... حمدتم عليها قاعدين وقوما
وما سمعت منكم قديما وحادثا ... رواية من يروي الحديث توهما
وإن قلتمو قولا صدقتم وما انثنى ... بكم عزمكم أن رام شيئًا وصمما
ولما أتاكم بالأمان عدوكم ... وعاهدتموه أن يعود ويسلما
وفيتم له بالعهد لم تعبأ وابمن ... أشار إلى الغدو الكنين مجمجما
ولو مد من تأتيه عنكم يد له ... لعاد بحد السيف أجدع أجذما
وفيما مضى يا قوم أكبر عبرة ... ومن حقه إذ ذاك أن يترسما
أيحسب أن الحال تكتم دونكم ... وهيهات أن الأمر قد كان مبهما