للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن عبد اللطيف وكان يظهر دينه صريحًا فلا تأخذه في الله لومة لائم مع حدة في طبعه ويظهر موالاة المؤمنين وعداوة المنافقين. ثم أنَّه بعثه الشيخ عمر بن سليم إمامًا وخطيبًا ومرشدًا في قرية القرعاء فكان يدرس طلاب الحلم فيها وله إقدام في الوعظ ويغشى النَّاس في مجالسهم بالمواعظ والتذكر ثم أنَّه طلب النقلة إلى الشقة السفلى المعروفة بالسفيلي فقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعل يدرس فيها بجد ونشاط صباحًا وظهرًا وبعد صلاة المغرب والعشاء، وبذل نفسه في هذا السبيل وهناك أخذ عنه جمع غفير من سكان الشقة وكان قارعًا للشعر وقد قدمنا جملة من شعره. وله قصيدة لامية دعا فيها العلماء إلى الجد والاجتهاد وهي هذه جوابًا لقصيدة للشيخ عبد المحسن بن عبيد وردت على الأخ فهد بن عيسى فتناولها من يد الشيخ فهد بن عيسى ونظم ذلك فقال:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد فإنِّي لما قدمت زائرًا للإخوان أهل القرعاء قدم على فهد بن عيسى من عبد المحسن بن عبيد منظومة مفيدة رائعة عقلًا وشرعًا فلما تأملها وجدتها تحث على طلب العلم والعمل والاجتهاد ناهية عن الكسل والغفلة والرقاد وذكرتني ما مضى لي من رغبة الطلب فضقت بذلك ذرعًا وهيجتني فضاقت مني المسالك فأبديت وبحت بما هنالك وإن كنت لست أهلًا لذلك فيا سامعها إن رأيت صوابًا فاستبشر بذلك تربح إن رأيت زلة فاسترها فإن المؤمن يستر وينصح ولا تتصف بالمنافق الذي يهتك ويفضح وهذا بعص ما تيسر في عام ١٣٥٩ هـ (١):


(١) يشير بذلك إلى كلام الإمام مالك لما جلس الشافعي بين يديه للتعلم رحمهما الله تعالى وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وقود فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه، فقال له الإمام مالك: إنِّي أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا فلا تطفئه بظلمة المعصية وتحت ذلك سر بديع في كون المعاصي سببًا لحرمان العبد من العلم، وقصته مع وكيع مشهورة.