حضرت قريضًا من شفيق موفق ... يحث على كسب العلا والفضائل
ويرثى علومًا قد تدارس رسمها ... وأقفرت أطلال لها بالتكاسل
قصيدة أهداها خليل لخله ... فهد بن عيسى زاكى الأصل فاضل
فأكرم به خلا وأنعم به أخا ... يؤدي حقوق الخل ليس بغافل
فأكرم مثواها قبولًا ومرحبًا ... وأحسن منها للقرى والتعامل
فهيج أشجاني وبحت بضامري ... وأظهر مكنون الحشا والبلابل
وأوقدت نيران الأسى وتجمعت ... على همومي بالضنا والشواغل
عنيت به أخا الندى عبد محسن ... فتى من عبيد من كرام أماثل
وذكرني بحثًا وصدقًا ورغبة ... ودرس علوم بالضحى والأصائل
وأحبار صدق في القبور تفرقوا ... يحلون مناخًا في عويص المسائل
يؤمهم الطلاب من كل بلدة ... أحب إليهم من قريب ونازل
فوا حر قلبي ويا عظم حسرتي ... على ما مضى من سالف العمر أول
فما أولًا أدركت فيه مسرة ... ولا آخرًا أقنيته في الفضائل
وذلك أسباب الردى قد توفرت ... وذلك أسباب الذنوب القواتل
فرانت على تلك القلوب بأسرها ... وقطعت أعراقًا لها بالمعاول
وهذا لعمري من قبيل نفوسنا ... كم هو معلوم لدى كل عاقل
وقد يطفئ الإنسان بالذنب نوره ... فيا نعم محمول ويا بئس حامل
ولو يعمل الإنسان بالذي كان عالمًا ... لأورثه الباري جزيل الفضائل
فنسأل الله الكريم بفضله ... يمن علينا بالهدى والفضائل
ويمنحنا فهمًا وعلمًا وحكمة ... كذاك اجتهادًا في فنون المسائل
مع العمل الزاكي لوجه مليكنا ... خلِّي من الإشراك يا ويل فاعل
فإنَّ الذي بالعلم لله عامل ... يبوء في الجنات أعلى المنازل
كما صرح فيه كتاب إلهنا ... وسنة من قد جاءنا بالدلائل
كما أنَّ من لم يعمل به قد أهانه ... مع عابد الأوثان أخبث نازل