كذا ابن حسين مع علي بن مرشد ... سكاكر لا تنساهم في الفضائل
إلى أن قال متذكر حالة الأجواد الذين عاش بين أظهرهم:
كمثل همام جاد نسل مشيقح ... وأبناؤه جادوا على نهج فاعل
خصوصًا مع الطلاب جادوا بمالهم ... وجاه لم يحتاجهم في النوازل
وقد عمروا بعض المساجد طاعة ... صلاة وتدريسًا وبذلًا لفاعل
وهي طويلة بلغت أبياتها ثلاثة وسبعين بيتًا وله قصيدة بائية في آداب العلم وما ينبغي للطالب أن يتأدب به وذكر فيها آفات العلم. وقد جاوب عليها زميله الشيخ عبد الرحمن بن عبيد بن عبد المحسن ذكرنا قصيدة الشيخ عبد الرحمن في سنة وفاته، فمن أبيات قصيدة المترجم قوله في مطلعها:
يقول الذي قد ضيع الوقت بالمنى ... ويبغي ارتقاء للذرى والمراتب
ويبغي اقتناء للعلوم سفاهة ... وأنَّى يقتنيها بالوعود الكواذب
كمثل الذي خال سرابًا بقيعة ... ويحسبه المغرور عذب الشارب
تفكر في نفس له وصنيعها ... رأى إذا فيها كثير العجائب
من الجهل والتفريط أيضًا مع الجفا ... ومن قلة التوفيق آت مقارب
فليس من ربي أتاني مظالم ... ولكن من نفسي أتت بالمصائب
فواهًا على قلب عليل مصفح ... أحاطت به الآفات من كل جانب
فآفة العلم الجدال مع المراء ... وأيضًا انتصار للهوى والتغالب
وقال وقيل لا يفيد حصولها ... سوى كثرة البغضا وقل التحابب
وقلة آداب وضحك مجاوز ... لما قاله المختار أزكى الأطائب
وأيضًا نهى عنه حديث مصحح ... ومن بعده نهى علي بن طالب
وحث على كسب العلوم وصونها .... من الشوب بالضحك الكثير المعائب
فإذا تعلمتم وأيضًا كضمتموا ... ففيه اعملوا حتمًا على كل طالب