لتحكم الشريعة فيه، فأبت القبيلة وحالت بين الأمن وبين ذاك وتمردت ثم اعتصمت في حصنها المنيع جبل القهر الأشم وكان هذا الجبل لا يطاق الوصول إلى من اعتصم به لصعوبته ولأنَّه حصن حصين فسير لهم الملك سعود القوات وجند لهم الجنود حتى ضيقت المسالك والطرق وباتوا قاب قوسين أو أدنى من الجبل المنيع ولما أن أحاطت بهم الدبابات والرشاشات بجريمتهم السيئة، وهي أنهم لما أبوا أن يسلموا القاتل وعصوا وتمردوا صمم جلالة الملك على أن لا يذهب دم القتيل هدرًا وتظهر هذه القبيلة عصيانها فعند ذلك رأى صاحب الجلالة قبل ضربهم بالمدافع والطائرات القاذفة المدمرة أن يرسل إليهم الرسل تبصرهم بالعواقب وتدعوهم إلى الطاعة وتعرض عليهم الأمان فعند ذلك فاؤوا إلى الحق والصواب وأعلنوا الاستسلام والطاعة والامتثال وكتبوا وثيقة أعلنوا فيها استسلامهم ونزولهم عند شروط جلالته التي هي تسليم القاتل وتسليم السلاح والعتاد وتحكيم الشرع وكانت الرسل التي أنذرتهم العقوبة قاضي جيزان والشيخ عبد الله القرعاوي ومدير التعليم في جيزان وأمراء المقاطعات تركي بن ماضي وسلمان بن جبرين وكبار قبائل عسير وتهامة ورؤساء القوات المرابطة من الجيش والإِخوان المجاهدين. فعاد رئيس قبيلة الريث إلى قومه وهو مداوي بن مشاهر يحمل وثيقة التسليم وبينما يظن النَّاس أنَّ المسألة قد انتهت وأنَّ المياه عادت إلى مجاريها إذا بهم يعلنون العصيان ويتمردون ونكثوا إيمانهم من بعد عهدهم ظنًا منهم أن ذلك العفو من الحكومة عجز، وقاموا امن جديد بإطلاق النَّار فعاودتهم الرسل فلم تفلح فعند ذلك رأت الحكومة أنَّه لا بدَّ من الحزم والشدة فأمر الملك بزحف القوات المرابطة لاحتلال الجبل وإعطاء سكانه المكابرين درسًا لن ينسوه فما هي إلاَّ ساعتان من الصباح ثم رفع العلم السعودي على قمة جبل القهر يعلن لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله ولمَّا أن أوقعت بهم القوات السعودية بطشًا شديدًا خضعوا