للتفتيش على مدارس القرعاوي هناك وقد سبق في عام ١٣٧٢ هـ مثل ذلك والباعث لهذا التفتيش هو أنَّه قد وشى به بعض الحساد المغرضين بإدعاء أن غالب هذه المدارس التي يزعمها ولا أساس لها وقد شوش عليه أعداؤه وحاولوا إبطال غالب هذه المدارس بشتى الحيل فرأت الحكومة أن تبعث إليها هيئة للكشف عنها والوقوف على حقيقتها: إن الشَّيخ عبد الله بن محمَّد القرعاوي والحقُّ يقال رجل طيب ومن المخلصين الناصحين لله ولرسوله ولحكومته وشعبه، وقد صبر على نشر دعوة الحق وصابر الأعداء محتسبًا لله تعالى فقد كان في بلدته عنيزة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعلم ويرشد ثم سافر إلى الرياض لطلب العلم فمكث بها ما شاء الله أن يمكث ثم رحل إلى الهند لطلب العلم وأقام مدة هناك ثم قدر الله له أن يذهب إلى مقاطعة جيزان جنوب المملكة العربيَّة السعودية فقام هناك يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأسس مدارس في صامطة والجرادية وبذل ما يملكه من المال في هذا السبيل ثم فرق من هذه المدارس المعلمين على بقية القرى التابعة لجيزان وجعلهم أئمة للمساجد ومعلمين في العقيدة ومرشدين بالأسواق ومجامع النَّاس.
وكانت الحكومة تسمع عن هذه المدارس وترسل المساعدات المالية متوالية إليها ولمَّا اتسعت المدارس وتحقق الملك سعود حفظه الله من معلوماتهم وكان إذ ذاك ولي عهد صرف لهم رواتب شهرية من مصروفه الخاص تسلم بيد الشَّيخ القرعاوي يوزعها على المعلمين والمتعلمين على حسب درجاتهم وحاجاتهم ويصرف منها على الطلبة الغرباء المحتاجين ويجهز المدارس بالأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام وقد وافق عمله قبولًا من الأهالي ولمَّا أن تولى سعود وتوسع في نشر العلم ومساعدة المعلمين والمرشدين وبذل في ذلك المال الكثير فتح القرعاوي معهدًا علميًا بصامطة فرعًا لمعهد الرياض وفتح المدارس في القرى والبوادي من نجران إلى