صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز وكانت التنظيمات في أحسن ما يكون، وذلك لما أقيم في السنة المتقدمة أميال في منى لمعرفة الشوارع فيها مرقمة وبينها قطع تهدي الحجاج وترشدهم إلى خيامهم وأمكنتهم فكان لذلك أثر طيب. وما زالت الحكومة جادة في إنشاء المستشفيات في منازل الحجاج ومواضع إقامتهم في مكّة والمشاعر المعظمة. وفي هذه السنة تقدمت الرياضة البدنية وقررتها وزارة المعارف مدارس نجد وأصبحت تعتبر في المنهج درسًا كبقية الدروس وأكبَّ طلاب المدارس الحكومية عليها بصفتها لديهم تقوي العضلات وتشد العزم وتشرح الصدور وتروح عن النفوس وتبعث النشاط ولذا أقيمت المباريات والملاعب في الفضاء لذلك ونسأل الله أن يجعل العاقبة إلى خير. وبكل حال فإنَّها لا تزال في تقدم ونهوض.
ثم دخلت سنة ١٣٧٧ هـ استهلت هذه السنة والجزائر في مناضلتها لفرنسا ولا تزال تجاهد في سبيل طلب حريتها رغم ما كان يسعى الفرنسيون له، فإن فرنسا سمعت كل السعي وبكل وسائل لجعل الجزائر وطنًا فرنسيًا غير أنَّ الأهالي في الجزائر لا يزالون دائبين في التخلص من فرنسا وهبوا عن بكرة أبيهم مجاهدين في هذه الثورة التي لا تزال نيرانها متأججة وما زالوا يجاهدون حتَّى النَّفس الأخير، وهذه هي الجزائر المجاهدة ومن مدنها وهران وعنابة وأم العسكر وهذه المدينة أعني أم العسكر هي التي لعبت دورًا هامًا في ميدان البطولة والتضحية وهي بلدة المجاهد العربي الكبير عبد القادر الجزائري الذي خلد له التَّاريخ صفحات كلها جهاد وبطولة ويتألف شعب الجزائر من ثلاثة أقاليم: إقليم التل في الشمال وإقليم الهضاب العالية في الوسط والصحراء في الجنوب ومساحة الجزائر بما يتبعها من الصحارى ٨٩٠ ألف كيلومتر مربع تقريبًا وعدد شعب الجزائر لا يقل عن سبعة ملايين عربي وفيها ما يقرب من ٩٠٠ ألف نسمة من الأوروبيين والمستعمرين ولقد