فشت في الناس أمور كثيرة تسخط الله سبحانه وتسبب حلول النقم فيجب على الجميع إنكارها والأخذ على أيدي أهلها خوفًا عليهم وعلى المسلمين وقيامًا بما أوجب الله على عباده.
ومن هذه الأمور التهاون بالصلاة والتخلف عنها في المساجد وهي عمود الدين، فالواجب الاهتمام بها وحث الناس على المحافظة عليها وتأديب من تخلف عنها ومنها حلق اللحى وتقصيرها مع ورود النهي الصريح في ذلك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حيث قال:"قصوا الشوارب ووفروا اللحى. خالفوا المشركين".
ومنها فتح الراديو على الأغاني والموسيقى المفسدة للقلوب والأخلاق الصادة عن ذكر الله وعن الصلاة. ومنها إعراض الكثير من الناس عن تلاوة القرآن وتدبر معانيه والعمل به. . . إلخ ومنها تبرج النساء وخروجهن بالزينة وسفور بعضهن، وهذا من أقبح المنكرات وأعظم أسباب الفساد والهلاك فيجب إنكار هذه المنكرات وغيرها وإزالتها بصدق وجزم وبصيرة والتعاون التام على ذلك من جميع أفراد الشعب عملًا بقوله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصًّا بالهيئات الرسمية بل هو واجب على كل مسلم ومسلمة ولا عذر لأحد في ذلك ولكن الواجب على الهيئات والعلماء والقضاة والأمراء من ذلك أكبر من غيرهم لأنَّ لهم من القدرة ما ليس كغيرهم وبالجملة فالذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله تعالى وطاعته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومساعدة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرتهم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على هدى وبصيرة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} كما أوصيكم بالأخذ على أيدي السفهاء وإزالة جميع المنكرات والحذر من غضب الله وحلول عقابه لأنَّ النَّاس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه كما