للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣٦٥ هـ يذم فرنسا وأن الله تعالى أذلها في الحرب العالمية الأولى ذلك لأنَّ فرنسا هي أصل من أصول إدواء المسلمين. لقد استعمرت بلادهم الجزائر التي ولد فيها منذ مائة عام ووقعت فريسة لبراثن هذا الاستعمار الفرنسي الطاغي، فهاجر إلى بلد الرسول - صلى الله عليه وسلم - شابًّا تاركًا وراءه وطنه الحبيب والنعيم والأهلين واللذات والأقارب. فلا يزال جرحه لا ينكأ. فلما جاءت هزيمة فرنسا أم الاستعمار الشرس البغيض هلل الشاعر لما هزمت وكان الذي هزمها وأنزلها من عرش كبريائها إلى قعر الحضيض هم الألمان. فقد قال هذه القصيدة التي جاءت في ضياعة قوية وبيان حي مؤنبًا لفرنسا وشاتمًا لها مبينًا ضعفها لما لحقها الخزي والهزيمة النكرى والعار والشنار بحيث كان ذلك بردًا وسلامًا على قلوب أهل المشرق العربي والإِسلامي والعالم وأن هزيمة فرنسا الضخمة بمؤَازرة الطيران التي كانت مطمح أنظار دول الحلفاء وإنكلترا ومن شابههما لم يغن شيئًا إزاء بأس الألمان فجللت فرنسا برداء الخزي والهزيمة والعار. ويذكرنا ذلك ما جرى عليها لما غزاها هتلر في الحرب العالمية الثانية وسقطت تحت عجلات دباباته وتحت وطأة طائراته لما صبَّ عليها القنابل من الجو فما كان منها إلَّا أن سلمت واستسلمت وخضعت لسطوته لما خصص لاحتلالها ١٧ يومًا. فاستولى عليها وكانوا بين يديه أذل من الحمير. قال محمد العمري:

ذوقي فرنسا وبال الخزي والعار ... وجربي بؤس أخذ الملك والثأر

وابكي على روسيا حزنًا لما لقيت ... فقد أصيبت على رغم بمقدار

واستصرخي إنكلترا إن كانت تسمعه ... فقد أحاطها سيل من النَّار

يا ويل بلجيكا مما دسست لها ... أهكذا تفعل الجارات بالجار

فطأطي رأس عز حشوه صلف ... لتوسع الصقع فيه كف جبار

يا من رأى دولًا تطغي بما حشدت ... من جحفل يملأ الآفاق جرار

ظنت بما أنفقت أن لا يعادلها ... خلق وإن لها صرف القضا الجار