وإنهَّا تملك الدنيا بسطوتها ... ولن تؤثر فيها سوء أثار
فجاءها من قضاء الله ما عجزت ... عن دفعه بكروب أو بطيار
أساد برلين عاثت في ممالككم ... فمزقتها بأنياب وأظفار
وكنتم في الوغا شاء رأت سبًا ... فأجفلت حيث لا تلوي على دار
لم تغن عنكم أساطين ولا فتن ... من محكمات حصون ذات أخطار
ولا سلاح يفوق الحصر تحمله ... شر الجنود لكم في حربها الجار
أضحت مدافع باريس محطمة ... يهينها كل جرار وجزار
أضحت خزائن باريس مجمعة ... في بطن برلين تحت الختم بالقار
وبعد ما فرغ من السخرية بفرنسا المهزومة وكال لها من السخرية والشماتة ما يقابل هزيمتها أخذ يمتدح الألمان ويثني على قيصرها الذي سامها الهوان مخاطبًا له إذ يقول مستنهضًا له ومشجعًا:
يا أيها الملك المرهوب سطوته ... في الحرب والسلم مبدي سطوة الباري
ويلهلم صاحب ذي الحرب التي اضطربت ... منها البسيطة من هول وإنذار
لم تبق قيد ذراع غير محترق ... منها ولا طود عز غير منهار
غليوم تغلي على غيظ مراجله ... ويل لهم منه في قهر وأضرار
حكم سيوفك لا شلت أناملها ... فيهم فإنهم عار على العار
شفيت غل صدور المسلمين بما ... فعلت لا تبق منهم أي ديار
فالله أيد دين المسلمين بكم ... فشكْرنا لك في جهر وإسرار
إنَّ هذا الشاعر موتور من أفعال فرنسا فأصبح يمتدح الألمان وقيصرها بصفتهم أذلوا فرنسا ودكوا حصونها ودمروها. ولذلك أفرط في مديح غليوم ووصفه بأوصاف لا يستحقها فالله المستعان.