رأيت بذلهم لقلت لم يدخروا دينارًا ولا درهمًا لنوائب الزمان، وكان أنجاله تركي ومحمد وعبد المحسن:
- فأما تركي فجعله الإمام أميرًا في الأحساء بعد وفاة أبيه.
- وأما محمد فكان أميرًا في سدير ومنيخ وما يليه.
- وأما عبد المحسن فكان أميرًا في بلدهم الغاط، وكلهم خيار نجباء من رجل طيب، والشبل يشبل أباه، وكان آل سعود يختصونهم بالولايات الكبار، ويقدمونهم على غيرهم في الأمصار، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولما ولاه فيصل على عمان عنيت به الأمير أحمد، بعثه إليه الشيخ أحمد بن علي بن مشرف بهذه القصيدة يمتدحه بها ويثني عليه بالشهامة والسبق:
تهلل وجه الدين وابتسم الثغر ... وقد لاح من بيض السيوف له النصر
وجلى دياجير الضلالة والردى ... سنا المرهفات البيض فانصدع الفجر
وشمس الأماني بالتهاني لنا بدت ... وبالسعد لاحت فانجلت أنجم زهر
وقد جاءنا ذاك البشير مبشرًا ... بفتح عمان حين حل به الدر
همام له قاد الجيوش بفيلقٍ ... إذا جاش بالأبطال يشبه البحر
فأطأهم جمعًا عمانًا فأذعنت ... ودان له من أرضها السهل والوعر
وجالت به الخيل السوابق بالقنا ... وسلت سيوف الحق فانهزم الكفر
وطهرها من كل سوء وباطل ... وكانت تبدي بالقبائح والسحر
ثم قال الأديب شاعرنا في آخر القصيدة:
ودونكها منظومة عبقريةٌ ... تناثر من أصداف أبياته الدر
وبكر عروس قد تصدى لزفها ... محب لكم أدنى وسائله الشعر
فعجل قراها فالضرورة أحوجت ... وكاد يكون الفقر لولا الهدى كفر
وأنجز له الوعد الذي وعدته ... فأمنيته والوعد ينجزه الحر
أصلي على المختار ما هبت الصبا ... على الروض مطلولًا فعطره الزهر