سوى أن الأيادي قد اختلفت فيها. ولمَّا أن حضر لأخذ البقرة وجدها ولم يجد صاحبها فلما أن أراد أن يأخذها ويذهب بها امتنع الذي كانت بيده وذكر أنَّه اشتراها فوقعت خصومة واشتكى إلى بعض الدوائر فكانوا يماطلونه يومًا بعد يوم فذهب إلى الشيخ عبد الله وانطرح بين يديه وقال: هذه صبيحة رابع يواعدوني وقد انقضى زمن الذبح ونحن فقراء بعت بالأمس عباءة لإِحدى النساء وأكلنا ثمنها فكيف نصنع اليوم فبكى لحالته وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل ثم ناوله عشرين ريالًا فضة تناولها من عن يمينه من أسفل قطيفة كان جالسًا في بيته عليها وقال: كلوها في هذا اليوم ودعى بأحد أنجاله كنت أظنه عبد العزيز ثم قال:
خذ بيد هذا الشايب ولا تفارقه حتى يسلم بقرته كائنًا من كان. . . قال: فذهبنا من موضع إلى موضع ومن دائرة إلى أخرى وكان النجل يقول للمسؤولين عن أمر عبد الله بن حسن يسلم بقرته فما زال به من موضع إلى موضع حتى استلمها قال فقال لي آخرهم: أشكر فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن فلولا قيامه معك لم تحصل عليها إلَّا بعد شهر كاملًا قال فذبحناها عن أمر الشيخ وطفنا طواف الوداع وسرنا مسافرين. وكانت مجالسة ندوة حافلة يجتمع فيها علماء المسلمين من المشرق والمغرب لا سيما في مواسم الحج ويختلف إليه العرب والعجم للتعارف والتفاهم معه في المسائل الدينية والأحكام الشرعية التي تختلف وجهة أنظارهم فيها أو التحقيق في الأقوال التي ينسبها دعاة السوء إلى أهل نجد، فيستمع إليهم وإلى أقوالهم بكل هدوء ويجيبهم بما يقنعهم ويزيل عنهم الشكوك والأوهام ويزودهم بالكتب التي تشرح عقائد السلف الصالح وتوضحها. ومن جاء مسترشدًا أو مستوضحًا فإنَّه لا يخرج من عنده إلَّا مقتنعًا مطمئنًا على بصيرة وعلم. فرحمة الله عليه وجبر الله الإسلام بفقده. أمَّا تلامذته الذين أخذوا عنه فجم غفير فمنهم أخوه عمر بن حسن رئيس هيئات الحسبة في نجد وعالم كبير