والمشلح وعلى الدوام يلبس شماغًا ولباسه دائمًا نظيف ولا يطلع على سره أحد وكان إذا جلس فإنَّه يقدم أهل الفضل على نفسه في المجلس ويتواضع ثم يأخذ في تذكر مشائخه وإخوانه الماضين ويترحم عليهم ويدعو لهم بشفقة ولهجة طهرها الله من النفاق والقلق فإذا ذكرهم فإنَّه يُبكي من حوله ولكلامه وقع في القلوب وقبول في النفوس ولا يحب القصص مثال ذلك أن يقول: كان الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم عالمًا رحمة الله عليه وألحقنا الله بآثاره كان يقول لأولاده كذا ويرشدهم ويبين لهم طريق الحق ويعظمه آل سعود ثم ينتحب ويقول الله المستعان قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يذهب الصالحون الأول فالأول سبحان الله العظيم". يا أخي أن الحالة لتؤسف وأن الشيخ عمر كان محتسبًا في كثرة تدريساته وأنَّ عبد العزيز العبادي غفر الله له كان صابرًا محتسبًا وأظهر الله من تعليمه فائدة وأنَّه يا أخي ينبغي مساعدة أهل الدين ويشير بذلك لطلاب العلم إذ ذاك فإنَّهم كانوا في فقر مدقع وينبغي يا أخي لطالب العلم أن يجتهد ويجعل له نية طيبة لأنَّه يسعى في طلب وراثة الرسل والله يا أخي إنَّا نحب طالب العلم ونفرح بمجلسه ونرحب به إذا جاء إلينا للمطالعة أو يريد إعارة كتاب هذا الذي نقدر عليه ويا ليت أننا نملك شيئًا للمساعدة ولكلامه ذوق بحيث لا يجهر في الكلام ولا يكلف السامع ولا يمل مجلسه ولقد يرجى له أن يكون ممن قال فيهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في وصف أهل الجنة:"ورجل رخيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال"، ونذكره عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خيار عباد الله الذين إذا رأوا ذكر الله"، ونذكره عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أغبط أوليائي عندي المؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر وكان غامضًا في النَّاس يشار إليه بالأصابع وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك ثم نقر بيديه فقال: عجلت منيته. قلت بواكيه قل تراثه ولما قيل يا رسول الله أي النَّاس أفضل قال: كل مخموم القلب صادق اللسان قالوا: صدوق