ولقد امتدح الشاعر الأديب أحمد بن علي إمام المسلمين بقصائد كثيرة، منها قصيدة ميمية بعثها إليه في هذه السنة أطنب في مدحه وعرض فيها بأن عماله ظلموا أهل الأحساء في الخرص، وقد احتوت على فصاحة وبلاغة، وأن الإمام فيصلًا أهل للمديح، ولولا خشية الإطالة لأتينا بها.
رجعنا إلى ذكر عنيزة فتقول: في شعبان وقع الحرب بينهم وبين الإمام فيصل رحمه الله، فأمر الإمام على البوادي أن يشنوا الغارة عليها، فأغار عليها آل عاصم في آخر شعبان وأخذوا أغنامًا، وأرسل الإمام سرية مع صالح بن شلهوب إلى بريدة وكتب إلى أمير بريدة آن ذلك عبد الرحمن بن إبراهيم يأمره أن يغير بهم على أطراف عنيزة، فلما كان في شهر رمضان أغاروا على عنيزة وأخذوا إبلًا وأغنامًا ففزعوا عليه، وحصل بينهم وبينه قتال وتكاثرة الأفزاع من أهل عنيزة، فترك لهم ابن إبراهيم ما أخذ منهم وانقلب راجعًا إلى بريدة.
ولما كان في شوال قدم إلى عنيزة محمد الغانم الذي كان من جملة قاتلي ابن عدوان، وكان قد ولي إمارة بريدة، ثم عزله الإمام كما تقدم، والمذكور من آل أبي عليان، فقدم من المدينة ليستثمر من هذا الاختلاف تشفيًا، فشجع أهل عنيزة على الحرب، وزين لهم السطوة على بلد بريدة نسأل الله العافية، فخرج أهالي عنيزة منها في خمس رايات وساروا قاصدين بريدة فدخلوها أخر الليل وأضحوا في وسط البلد وقصد بعضهم بيت مهنا الصالح أبا الخيل، وبعضهم قصد القصر، وفيه الأمير عبد الرحمن بن إبراهيم وعدة رجال من أهل الرياض ومعه صالح بن شلهوب وأصحابه فانتبه بهم أهل البلد ونهضوا إليهم من كل جانب فوضعوا فيهم