السيف وأخرجوهم من البلد، فانهزموا راجعين إلى بلدهم عنيزة، وقتل منهم عدة رجال، وإنما خصصوا في قصدهم لبيت مهنا لأنه قد ساعد وحسن لابن الإمام قتل عبد العزيز المحمد كما مر قريبًا.
ولما بلغ الخبر إلى الإمام فيصل في الرياض أمر على بلدان المسلمين بالجهاد وأرسل سرية إلى بريدة تقوية لجانب أميرها، وأمر السرية بالمقام فيها مع الأمير، ثم غزو الوشم وسدير بالمسير إلى بريدة واستعمل عليهم عبد الله بن عبد العزيز بن دغيثر أميرًا، فساروا إليها واجتمع عند ابن إبراهيم وابن دغيثر خلائق كثيرة، وكثرت الغارات منهم على أهل عنيزة، ثم إنه حصل بين الأميرين وبين أهل عنيزة وقعة في رواق فصارت الهزيمة على ابن إبراهيم ومن معه، وقتل من أتباعه نحو عشرين رجلًا من بينهم الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن دغيثر، وقتل من أهل عنيزة عدة رجال، وبعد هذه الوقعة غضب الإمام على عبد الرحمن بن إبراهيم لأشياء نقلت عنه؛ فدعى به من بريدة إلى الرياض وأمر بقبض جميع ما عنده من المال، وفيها بعث الشيخ أحمد بن علي بن مشرف بقصيدة إلى الإمام فيصل يمتدحه بها ويثني عليه، وهذا نصها:
إذا أنت أجمعت المسير لتنجدا ... فلا تعد قصرًا في الرياض مشيدا
بناه إمام المسلمين ولم يزل ... يؤسس ما يبني على الدين والهدى
ترى حوله الأضياف تلتمس القرى ... وقومًا يريدون المكارم والندا
فيرجع كل نائلًا ما يرومه ... من العدل والإحسان والفضل والجدا
كريمًا يرى للمعتفين إذا أتوا ... ومن يطلب المعروف حقًا مؤكدا
تعود بسط الكف طبعًا وإنما ... لك امرئ من دهره ما تعودا
تعيش اليتامى والضعاف بنيله ... ويروي حدود المرهفات من العدا
وهل يدرك العليا إلا مهذب ... أضاف الإحسان سيفًا مجردا
فأكرم بهذا من إمام لقد حوى ... عفافًا وإقدامًا وحزمًا وسؤددً
وقد سود المختار عمرًا لجوده ... فحقًا لهذا بالندا أن يسود