للحج وإلى المدينة ذهابًا وإيابًا خمسة وأربعين ريالًا غير أننا في الوقت الحاضر نكابد المشقة في مكة وشعابها من كثرة الحجاج الذين يقدمون من مشارق الأرض ومغاربها فكان الحاج لا يصل إلى الحجر الأسود للتقبيل أو الاستلام إلَّا بكلفة ومشقة. أمَّا رمي الجمار ولا سيما يوم العيد عند جمرة العقبة فحدث عن المشقة ولا حرج. وإذا كان عدد الحجاج فيما مضى لا يتجاوزون ثلثمائة ألف فكيف به إذا تجاوز سبعمائة ألف في هذه السنة ولا يزال العدد في زيادة والله ولي التوفيق.
ثم دخلت سنة ١٣٧٩ هـ استهلت هذه السنة والعالم على العموم يتقلب في مشاكل جمة. فهذه الجزائر تصليها فرنسا نيرانها المتوالية والأهالي ثابتون في جهادهم وديارهم رغم ما يصب عليهم من القنابل المدمرة وما تعاملهم به هذه الدولة الخاسرة من المعاملة القاسية وإني لأعجب لمجلس الأمن الذي كان تأسيسه لإِزالة المشاكل كيف لم تحظ الجزائر المظلومة منه بلفتة نظر وما كان باستطاعة العرب في مددهم إلَّا بالتبرعات المالية ومن ملوك العرب من قطع علاقاته السياسية مع فرنسا.
هذا ولا تزال مشكلة فلسطين تتطور وأهلها يقاسون أنواع الأذى من اليهود وأصبحوا ما بين شريد وسجين، كما أن مشكلة البريمي السعودي لا تزال في تعقيد ولم توفق لحل صريح. أمَّا ما كان من أمريكا وروسيا فلا تزال هاتان الدولتان في اختلاف عنيف -أن روسيا وإن كانت تظهر في مظهر الغالب المتعاظم فإنَّها لا تريد الحرب الشاملة التي قد تفقدها ما كسبته من توسع وازدياد إلى اليوم بل تنادي بالسلم لأحبابه. وهذا هو الذي جعل زعيم الكرملين يكون هو البادئ في زيارة إيزنهاور. أمَّا أمريكا التي خرجت من عزلتها واشتبكت مصالحها بمصالح العالم كله فهي تنظر إلى التوسع الروسي على أنَّه ابتلع أسواقًا عظيمة وحصل على موارد لا تنضب في آسيا وأوروبا وحرمها من موارد الصين وإمكانياتها. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنَّ