لك الحمد اللهم حمدًا مخلدا ... على نعم لم تحص عدًا فتنفدا
فكم نعمة أو ليتنا بعد نعمةٍ ... وفتح به قد صح من كان أرمدا
ونسأله التوفيق للشكر إنه ... يكون لنعماء الإله مقيدا
على أن هدانا ثم ألف بيننا ... بملك إمام واجتماع على الهدا
إمامًا به الرحمن أمن سبلنا ... وكف يدي من كان في الأرض مفسدا
وقوَّم أركان الشريعة ناصرًا ... بسمر القنا والبيض سنة أحمدا
سخيًا جريًا في الحروب وحازما ... وما الملك إلا بالشجاعة والندا
يسير أعلام الجهاد خوافقًا ... على نجله لا زال للدين منجدا
أبو النجم عبد الله ليثًا أعده ... أبوه لمن أخطأ الصواب أو أعندى
إذا أفسد الأعراب في أي موطنٍ ... أغار عليهم بالجيوش وأنجدا
فراياته منصورةٌ حيث يممت ... وطالعه من أنجم السعد قد بدا
فلما بغت حرب على الناس واعتدوا ... رماهم بحرب منهم الشمل بددا
وشتتهم كما دهاههم بفيلقٍ ... من الخيل والفرسان كالبحر مزبدا
همو منحوه الأهل والمال إذ رأوا ... له صارمًا ممضي ورمحًا مسددا
وولوا سراعًا هاربين كأنهم ... نعام تراهم في المفاوز شردا
فحسبك من أيام نصر تتابعت ... على يده ذلت بها سائر العدا
وكفت بها الأعراب عن سوء فعلهم ... ودان بها وانقاد من قد تمردا
فكم قد أخافوا السبيل من قبل غزوه ... وكم ريس منهم أغار وأفسدا
فأضحوا عن المال النفس أعفةً ... ولو نظروا في الطرق درًا وعسجد
كذلك شأن السيف إن سل حده ... يهاب ولا يخشى إذا كان مغمدا
فشكرًا إمام المسلمين لما جرى ... من النصر والإعزاز لا زلت مسعدا
ولا زلت للإسلام كهفًا ومعقلًا ... وسيفًا على هشام العدو مجردا
ودونك نظمًا من أديب يصوغه ... إذا قال شعرًا أصبح الدهر منشدا
إذا شاعر أهدى لكم خرزاته ... بعثنا إليكم لؤلؤًا وزبرجدا