للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البريطانية في الشرق الأوسط. وكان مركز علمه البصرة وهناك وصلت بداءة صلته بالعالم العربي وتنقل في عدة مناصب منها منصب مساعد خاص لكبير الضباط السياسيين السير برسي كوكس. ولمَّا أن كان في عام ١٩١٧ ميلادي وقد أتى إلى المملكة العربية السعودية لأول مرة ضمن وفد بريطاني مرسل إلى الرياض وقابل جلالة الملك عبد العزيز. وأعجب بشخصية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وبطولته وشجاعته ومن هناك سافر المستشرق فلبي إلى جدة ومكث فيها بعض الوقت. وفي أثناء بقائه هناك اختلف مع حكومته في السياسة التي كانت تريد اتباعها في الشرق الأوسط فترك جدة وعاد إلى الرياض عن طريق مصر وفلسطين. وبعد ذلك رجع إلى العراق ليقدم تقريرًا عن مهمته التي أوفد من أجلها، ولنتيجة خلافه مع حكومته في سياستها في الشرق الأوسط استقال من وظيفته وعاد إلى إنجلترا بعد أن قضى أحد عشر عامًا بعيدًا عنها. وهناك انتدبته الحكومة البريطانية ليرافق الوفد الدبلوماسي السعودي برئاسة صاحب السمو الملكي إذ ذاك الأمير فيصل إلى إنجلترا وألقى أثناء إقامته بإنجلترا عدة محاضرات بالجمعية الجغرافية وعمل على إنجاز خرائط كان قد أعدها أثناء تنقلاته في المملكة. وفي عام ١٩٢٠ م رجع إلى الشرق الأوسط واشترك في مؤتمر العقير الذي عقد بين الملك عبد العزيز والسير برسي كوكسن. وفي السنة التالية عمل مستشارًا لوزارة الداخلية في حكومة العراق الانتقالية كما عمل أربع سنوات في منصب كبير ممثلي بريطانيا في شرق الأردن وتقدم إلى جدة أثناء حصارها مع السيد طالب كوسيط للصلح بين الملك عبد العزيز وبين الشريف علي. ولم تنجح الوساطة كما قدمنا. وقد قيل إنَّه مستشار غير رسمي للملك عبد العزيز. والصحيح أنَّه لم يكن كذلك بل كان صديقًا للملك عبد العزيز. وقد استقال من منصبه لخلافاته المستمرة مع حكومته حول سياستها في الشرق الأوسط ثم عاد مرة أخرى إلى إنجلترا وبعد أن