نصل إلى أي جهة وقع وكانت رؤية مخيفة لمَّا رمى به من الجهة الشرقية فطاف إلى الغربية.
وفيها أمر جلالة الملك سعود بطبع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية لجعلها في مجموعة لتسهل مراجعتها وندب لذلك فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم فقام الشيح بأعباء هذه المهمة وساعده ابنه محمد بن عبد الرحمن. ولمَّا أن منَّ الله بإحياء هذا التراث كان من المتبادر إلى تأليفها وجمع شواردها لتكون مرتبة على ترتيب الفقهاء. إنَّ فتاوي شيخ الإِسلام يوجد منها أجزاء طبعها مقبل الذكير من ضمن مطبوعاته بمطبعة كردستان العلمية. كما أنَّه طبع منها أجزاء العالم محمد رشيد رضا ولقد سار الشيخ ابن قاسم إلى بيروت ودمشق والعراق ومصر وباريس وغيرها يتطلب من سائر مكاتب العالم فرتبها وطبعت بمطابع الرياض وقد تكلفت الطباعة فيها لعدد خمسة آلاف نسخة كل نسخة أربعة وثلاثون مجلدًا والخامس والثلاثون، وبعده مجلدان للفهارس طبعت بمطبعة الحكومة فبلغ مجموعها سبعة وثلاثين مجلدًا بلغت قيمة طبع الأربعة والثلاثين مليون ريال. وساهم جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز بطباعة الثلاثة الأخيرة. "والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا". فظهرت المجموعة كأحسن ما يكون في الحرف والورق وتقدم قبلها طباعة كتاب الإنصاف الذي بلغ اثني عشر مجلدًا ووزعت على طلاب العلم، وإنَّها لحسنات خالدة لمن قام بها وبذل النفقات في طباعتها. ولا ننسى ما نشره آل ثاني حكام قطر جزاهم الله خيرًا فقد جادوا بطباعة مجموعة التوحيد ومجموعة الحديث وغاية المنتهى وشرحها وكتاب المقنع والكافي لابن قدامة وتاريخ العصامي والفروع لابن مفلح ومشكاة المصابيح وتفسير ابن الجوزي وطباعة كتب أخرى كثيرة جليلة. وهذا بتوجيه من الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع. فيا أيها المحسنون ليهنكم ما بذلتموه في سبل الخيرات وأبشروا بالخلف من الله وحسن ثوابه،