وإنَّا لنرجو من أهل الثروة والجدة إنشاء الملاجئ وفتح أبواب التبرعات في سبيل الخير من عمارات المساجد وإعانة تدريس القرآن وتشجيع لطبع الكتب الشرعية والإِحسان إلى العجزة البائسين والضعفاء المستحقين:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرَّازِقِينَ} وجاهدوا يا ذوي الأموال في سبيل الله ببناء المدارس والمساجد والمستشفيات وكفالة الأيتام وتشغيل العاطلين. وعلى ذوي الأموال أن ينفقوا في سبيل الله ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة التي سببها الجبن والبخل وأن يساهموا في المشاريع الخيرية والأعمال الجليلة ويواسوا الفقراء والضعفاء ويقضوا حوائج النَّاس ويعينوا الملهوف وينصروا المظلوم ويحسنوا. إنَّ الله يحب المحسنين. فكم من عجوز وشيخ كبير وطفل صغير ومقعد وضرير ومريض لا يفارق فراشه تظنه بمظهره ومنظره من الأغنياء المياسير ويده فارغة وبطنه جائع وليس في محصوله غير ما يجمع من كراء البيت الذي لو تأخر عن دفعه لكانت الفرصة السانحة لإِخراجه من بيته وحمله لفراشه وأثاثه على ظهره. وهؤلاء هم الذين تكون عليهم الصدقة وتمد إليهم يد المساعدة وإن الله ليدفع بالصدقة على مثل هؤلاء البلاء عن صاحبها. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "باكروا بالصدقة فإنَّ البلاء لا يتخطاها وكم من فقير متعفف يحسبه الجاهل بحالته غنيًّا من التعفف". ويروي لنا التاريخ أن خالد بن عقبة باع داره بسبب دين كان عليه على عبد الله بن عامر وكانت دارًا في السوق بتسعين ألفًا وأمر أهله بالرحيل فلما كان الليل وجعل أهل خالد ينقلون متاعهم ويبكون قال لأهله: ما لهؤلاء قالوا: يبكون على دارهم. فقال يا غلام: ءاتهم فاعلمهم أن الدار والمال لهم جميعًا. وكان لعبد الله بن المبارك جار يهودي فأراد أن يبيع داره فقيل له بكم تبيع قال: بألفين. فقيل له: إنَّها لا تساوي إلَّا ألفًا. قال: صدقتم، ولكن ألف للدار وألف لجوار عبد الله.
فأخبر ابن المبارك فدعاه وسأله. قال: علي دين فأعطاه ثمن الدار وقال: