حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. ولقد كان الروس يقتلون اليهود نساء ورجالًا وأطفالًا وكانوا يشنقون الرجل وإلى جانبه رجل آخر ويشنقون بينهما كلبًا مبالغة في الاحتقار. ويروي لنا التاريخ ما صنعه بهم رئيس الحكومة الألمانية لما جمع ثلاثة ملايين من اليهود وصهرهم بأفران الغازات السامة حتى أعدم جزءًا منهم كبيرًا. ومن خبثهم ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان أنهم في العشر الأول من الشهر الأول في كل سنة يقولون في صلاتهم:(انتبه كم تنام يا رب استيقظ من رقدتك). فكيف تجرؤوا على الله عزَّ وجلَّ هذه الجرأة ويزعمون بأنَّ الله ندم على خلق البشر الذين في الأرض لما رأى فساد قوم نوح ويقولون: إنَّه بكى على الطوفان حتى رمد وعادته الملائكة وأنَّه عضَّ على أنامله حتى جرى الدم ولم يقبلوا التوراة ولم يخضعوا لأوامر الله استكبارًا وعتوًا حتى أمر الله عزَّ وجلَّ جبريل فقلع جبلًا من أصله ثم رفعه فوق رؤوسهم وقيل لهم: إن لم تقبلوها ألقيناه عليكم. وهذا مذكور في القرآن. وقد أتينا بكتابنا الدرر البهية في يوم السبت من شأنهم ما فيه كفاية. ولقد أكرمهم الخليفة العثماني عبد الحميد بن عبد المجيد لما وفدوا إلى الحكومة العثمانية ونزلوا بضيافته مطرودين من روسيا وغيرها وذلك بعدما قامت روسيا تسومهم سوء العذاب وأعملوا فيهم أشنع القتلات رجالًا ونساءً وأطفالًا. وفي سنة ١٧٦٧ ميلادي حرقوهم بالنَّار وأعدموا بالحرق ألوفًا دون أن يرحموا صغيرًا أو كبيرًا ولقوا هناك الفضائع. وبهذا يتضح بطلان مزاعم ادعاءات اليهود في أحقيتهم بامتلاك فلسطين بل عاشوا مطرودين مشتتين. ذلك بأنَّهم لا يرتبطون بأي مجتمع يعيشون فيه بل كانوا دعاة فتن وأهل دسائس ومؤامرات جبلوا عليها وعاشوا طوال حياتهم بلا وطن، وتكرههم الشعوب وتنبذهم أينما حلوا. وقد انضموا إلى بريطانيا وحليفاتها خلال الحرب العالمية الأولى وقدموا لهم جميع إمكاناتهم المادية والعلمية والرشا مقابل تأسيس وطن قومي في فلسطين فوعدهم بلفور بإنشاء