كنتم أبناء التبابع. أما كنتم أمة العروبة؟ أما كنتم فوارس العرب المغاوير أبناء خالد بن الوليد وقتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم وموسى بن نصير؟ إنَّ العزة لله جميعًا ولرسوله وللمؤمنين، {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)}. ويا أيها الرجال البواسل يجب عليكم أن تفتكوا بالمستعمرين وتطردوهم عن أراضكم شر طردة وتستردوا كل ما أخذوه ثم عودوا عليهم فدكدكوا عروشهم واحتلوها وأقيموا فيها شرائع الله وعدالة دين الإِسلام. فلن يخرج هؤلاء المستعمرون إلَّا بحرب ضروس. ولن تقيموا دولة القرآن إلَّا بغزو طويل مرير. فكيف يكون وعد بلفور مسوغًا لأخذ فلسطين واستلابه من العرب فيكون ذلك الوطن السليب ملكًا لإِسرائيل نتيجة صك من إنجلترا قام به وزير خارجيتها بتصرف رجل أجنبي في أرض عربية. إنَّ هذا ليدعو إلى الدهشة على أن بريطانيا لتنظر بعين الرضا إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين العربية. أما كان اليهود يعرفون باليهود؟ فمن سماهم إسرائيل؟ أما كان أسطول بريطانيا يجول مياه العالم يرسو حيث شاء، فكل ميناء له مرسى، وكل بلد له تابع، وكل أمَّة له مستعبدة. واليوم هذا تحطم تاج الأسد البريطاني ونتف الزمان لبدته فتحررت الهند وعظمت الصين فصارت دولة عظمى ولم تعد بريطانيا بقادرة على شن الحرب عليها وتثاءبت إفريقيا بعد طول سبات فصارت تطارد بريطانيا. كما أن مصر قامت بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر وأجلوا جيوش إنجلترا. وقامت العراق وتحررت منها. وتنفست الأردن الصعداء بعد طرد اجلوب والاستعمار عن ديارها. وهكذا تغير وجه الكون وحار الأسد البريطاني. وإذا كانت بقايا فلسطين مهددة من إسرائيل في اعتداءاتها على الأهالي بسفك الدماء وإخافة الآمنين وملئت السجون منهم فما هو المانع من إيقاف إسرائيل على حدها ولم لا يحل مجلس الأمن هذه المشكلة طيلة هذه الأزمان وآخر ذلك أخذ اليهود يذيقون العرب من سكان الأراضي المحتلة صنوف التعذيب والتنكيل