أرض رمزية تكون لهم مركزًا ويحجون إليه في ظل دولتكم وليقيموا فيه بالصلاة والدعاء والشكر لسدتكم، وآخر ذلك أن قالوا للسلطان: إنَّا نعرض على جلالتكم بأن تقدروا أن تحسبوا ما تستنسبونه من ثمن للأراضي التي تعود ملكيتها إلى جلالتكم يشرط أن يدفع اليهود بدلها نقدًا مع الزيادة مهما بلغ وارتفع الثمن من ملايين الليرات الذهبية. فثار الدم وغلا في عروق السلطان وصاح بالمتفاوضين: هل وصل بكم الأمر لتعرضا عليَّ ثمنًا لقطعة أرض عزيزة من الوطن. ولما أيسوا من مراودته ولم يخضع لمنحهم شيئًا ولم ينخدع لأطماعهم عدلوا إلى اللجوء إلى اغتياله والقيام بالمؤامرات ضده عليه. وهذا عندما فشلوا في محاولاتهم وسعوا بمؤازرة من استجاب لهم إلى خلع السلطان عبد الحميد. وفعلًا جرى خلعه بمؤامراتهم، وكانوا قد ألقوا قنبلة قبل ذلك في عربته للقضاء عليه، وذلك بعد ظهر يوم الجمعة ٢١ تموز عام ١٩٠٥ م ولكنه قد توقف يتحدث مع أحد العلماء ويبادله بعض الحديث، فتأخر عن الوقت الذي انفجرت القنبلة فيه وسلم. ولمَّا لم يصلوا إلى غرضهم لفقوا حكايات وقصصًا يستميلون بها النَّاس وألصقوها به واستعانوا عليه بحزب الاتحاد والترقي حتى خلع وأبعد عن العرش بأن أوفد البرلمان العثماني في ١٤ نيسان ١٩٠٩ م هيئة لإِبلاغه قرار الخلع. فأجاب عبد الحميد:{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}. وكان قد علم بتمرد بعض الجيش وأخبره الصدر الأعظم وسألوه مقاومة المتمردين، ولكنه رفض. ولقد جدَّ اليهود واجتهدوا في أذية المسلمين وبالغوا بالعداوة. وهكذا فعل مستعمر خسيس عداوته في الدين كما قيل:
كل العداوة قد ترجى مودتها ... إلَّا عداوة من عاداك في الدين
فيا أمة الإِسلام ويا أمناء العرب ويا فوارس محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه أمَّا فيكم من غيرة على وطن استلب من أربابه وتحكم فيه عدو الإِسلام أين شجاعتكم. أين شهامتكم. أين دفاع الأسود عن عرينها؟ أمَّا