مجدة في خدمته وطلب مرضاته ثم أنَّه بعث إليه جلالة الملك عبد العزيز ليكون مراقبًا على إحدى فرق العمال الذين يقبضون الزكاة من قبائل عتيبة، فسافر ليكون مراقبًا لهذه المهمة واستوعب هذا السفر قريبًا من ثلاثة شهور ثم جعله أمير بريدة عبد الله بن فيصل بن فرحان مخططًا لشوارع الخبيب لما أقطعه أهالي بريدة بيوتًا وذلك في سنة ١٣٦١ هـ.
ولما أسند إليه هذه المهمة خطط شوارعه على أحسن وضع وجعلها معتدلة واسعة على حسب ذلك الوقت ومنظمة تفوق على سائر شوارع المدينة وقد كان الشيخ عمر بن محمد بن سليم قدس الله روحه، وهو القاضي في القصيم، ينتدبه لمهام الأمور وقد يتولى الفصل بنفسه بين المتخاصمين إذا كان للصلح موضع وإلَّا فيأتي بالقضية إليه لحكم الشرع. وبقي رئيسًا في هيئة الأراضي حتَّى توفاه الله تعالى. وكان ينتدبه أمراء عاصمة القصيم في صدقات جلالة الملك وولي عهده لتقسم النقود والأرز والدقيق على القرى وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. وبذلك كان موضع الثقة لصرفها على الوجه المطلوب. وله إلمام ومعرفة بالتاريخ وأنساب العرب والقبائل وشعوبها وقبائلها ويحفظ كثيرًا من أشعار العرب. وقد كتب نبذة في التاريخ والوقعات لأنَّه يحب البطولة والشجاعة وهو من شجعان الرجال وذوي الرأي والمعرفة. وهذا الموضوع في الوقائع التي شاهدها غير أنَّه لم يواصل ذلك العمل وتوقف عنه حوالي عام الوباء الذي يدعى بسنة الرحمة ١٣٣٧ هـ لكثرة أشغاله وطلب معيشة. وما زال موضع الإِعجاب والثقة من أمته وحكومته لما كان متصفًا به من الرجولة والتواضع وعزة النفس والشجاعة والمروءة وقوة العزيمة والنزاهة والعقل. وهذه صفته: كان ربعة من الرجال مهيبًا قوي البنية قليل اللحم إذا رأيته في نشاطه تظنه ابن عشرين، شثن اليدين والرجلين، أبيض قد لوحته الشمس، ولم يفرش طريقه بالرياحين، بل كان صابرًا على صدمات الأحجار وملاقات الأهوال، ذا لحية