الشجاع الذي لا يوقف في طريقه صرامة وسياسة وبصيرة في أمور الملك وأمور المعرفة أحمد الناصر لدين الله ابن الإِمام يحيى حميد الدين بن محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين بن القاسم بن محمد. تولَّى زمام الحكم لما اغتيل والده فقام بهجمات عنيفة بصفته رجلًا عاطفيًّا لا يقف أحد في طريقه وقضى بالإِعدام على قاتل أبيه وقلب عرشه المزعوم وكان الخصم قد استعدَّ بجميع ما في مقدوره غير أن أحمد لا يقعقع له بالشنان ولا يروع بشيء من الأهوال فشنَّ عليه حربًا ضروسًا وأضرمها نارًا وسياسة على ابن الوزير حتَّى أظلها ليلًا في سادسة النهار، وما زال يضرب بالقنابل ويثير قتام الحرب حتَّى سلمت صنعاء واستسلم الجاني، ذلك بما لديه من كمال المقدرة وعلو الكعب. وتربع على عرش تحت الحكم وأخضع كل مزاعم وأذل كل مراغم. ولقد استعان خصمه ابن الوزير بكل عربي غير أنَّهم خذلوه وهكذا فرس الباغي عثور ولم يفلح ولم ينجح وتجلت الغمامة بأن كان المترجم استطاع أن يقضي على جميع حركاته وقد قال الشاعر العربي:
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ... مراغمة ما دام للسيف قائم
متى تجمع القلب الذكي وصارمًا ... وأنفًا حميًا تجتنبك المظالم
تحالف أقوام علي ليسلموا ... وجروا علي الحرب إذ أنا سالم
أفي اليوم أدعى للهوادة بعد ما ... أجيل على الحي المذاكى الصلادم
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذايال همدان ظالم