قرب أجله حرص على العودة إلى الوطن لتكون وفاته قرب أولاده وذويه وليدفن في مقابر المسلمين. ولما أن توفي نقل جثمانه إلى دمشق، وكانت وفاته عن عمر يناهز الثالثة والخمسين. وكان عاقلًا محببًا إلى النَّاس لقضائه الحوائج وتسهيله الطرق لقضاء ما يستطيع التوصل إليه. تغمده الله برحمته وعفى عنه.
وممن توفي فيها عبد العزيز العبدلي مدير عام ديوان إمارة مكة المكرمة.
وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ عبد العزيز بن عقيل من علماء عنيزة رحمه الله وغفر عنه. وهذه ترجمته: هو عبد العزيز بن عقيل بن عبد الله بن عقيل. كان جدهم قد نزح من شقراء إلى عنيزة فسكنوها واتخذوها وطنًا. ولد المترجم عام ١٢٩٨ هـ ودرس القرآن وتعلمه على معلم في عنيزة هو ابن دامغ، ثم أخذ العلم عن المشائخ. وممن أخذ عنه الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، وأخذ عن الشيخ ابن عائض، وأخذ عن الشيخ صالح بن عثمان القاضي، أخذ عنهم في الأصول والفروع وكان أديبًا يقول الشعر العربي والنبطي ويتعاطى بالبيع والشراء. وقد تولى وظيفة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد رأيته في عام ١٣٥٨ هـ بعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي فكان في صفته مربوع القامة كث اللحية، يحب المناقشة والبحث. وقد تجرد للعبادة والزهادة في آخر عمره وأصيب بأمراض في آخر عمره فذهب إلى الرياض للعلاج وتوفي فيه وصلَّى عليه جمع كثير من العلماء وطلاب العلم في مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم تغمده الله برحمته (١) وكان له أنجال منهم الشيخ عبد الله بن عبد العزيز. كان
(١) كان لعبد العزيز أخ فاتنا أن نضع له ترجمة وهو الشيخ عبد الرحمن بن عقيل قاضي جيزان في عام ١٣٥٤ هـ وقد تقدم له ذكر كانت وفاته ١٣٧٣ هـ وقد استمرَّ في جيزان قاضيًا خمس سنين.