تولى قضاء مدينة عنيزة فترة من الزمن ثم كان عضوًا في دار الإِفتاء في الرياض وبعدها تولى عضوية في المجلس الأعلى للقضاء. وكان رجلًا طيبًا ومن أصدقائنا المحبين. أمَّا عن بقيتهم فهم عقيل توفي في حياة أبيه وحمد وسليمان. كما أن له ابنًا آخر يسمى عقيل. ومعرفتي بالشيخ عبد الله منذ زمن طويل.
وممن توفي فيها علي بن عبد الله الحصين. كان من الشباب المندفعين في مدينة بريدة ولد عام ١٣٥١ هـ وكان نبيهًا فدخل المدرسة الفيصلية بمدينة بريدة عام ١٣٥٩ هـ، وهي أول مدرسة حكومية فيها تأسست سنة ١٣٥٦ هـ. فأخذ في الدراسة الابتدائية ومديرها إذ ذاك الأستاذ عبد الله بن إبراهيم بن سليم. وبعد نجاحه من الابتدائي كان مدرسًا فيها وانتسب إلى المعهد العلمي فنال الشهادة الثانوية ثم انتسب في كلية الشريعة فنال شهادتها. وكان يتعلم من الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد بن حميد قاضي مدينة بريدة فمن الذين يدرسون عليه ويلازم الشيخ ويقدر له اجتهاده وذكاءه. ثم أنَّه كان مساعدًا لمدير التعليم في القصيم. ثم جعل في إدارة شركة الكهرباء في بريدة غير أن لبثه فيها قليل بحيث اخترمته المنية: كانت وفاته بحادث سيارة انقلبت بطريق الدرعية خامس خمسة كان هو ضحيتهم لأنَّه خرج رأسه من الباب فقدرت له المنية. وكانت وفاته في ٢/ ٦ من هذه السنة رحمه الله وعفا عنه. وقد رثاه زميله عبد العزيز بن محمد النقيدان فقال:"دمعة على راحل" اختطفته يد المنون شابًّا في رونق عمره، له باعه في المجال الأدبي وأياديه في الحلبة الاجتماعية. ذلك هو الأستاذ علي الحصين من طليعة شباب بريدة الناضج فإليه وإلى روحه الشهيدة هذه العبرات:
قلب يئن ومقلة تتألم .. وأسى به فيض الدموع يترجم
والنفس بادية الشحوب كئيبة ... حيرى مصدعة القوى تتألم