فهبَّ رجال المطافئ إلى ذلك المكان مرتدين حُلل الكفاح والعمل وجاؤوا ليدفعوا هذا الخطر المحدق وليقضوا على ألسنة النَّار المندلعة في ذلك الفضاء وقد اشترك الكهول والشباب وجعلوا يزاولون العمل بأيديهم في ذلك الوقت الملتهب بالحرارة من وهج الشمس ولفحات اللهيب وكان من بين المقدمين في هذه الأرتال والزرافات أمير القصيم كما أن رئيس المطافئ حمود التركي كان متقدمًا في هذا الميدان، وكما أن مدير المطافئ محمد عمر قام بأسمى خدمة حيال هذا الموضوع وقد التهم هذا الحريق جميع ما في تلك الحوانيت من البضائع على اختلاف أنواعها وأحالها إلى ذرات من الرماد. غير أن الله تعالى وقى أهلها من الهلاك ودافع عنهم فكانت كومة من الرماد هي وما فيها لأنَّها قد أقيمت من الخيام والعشش وأصبحوا فقراء ينتظرون عطف الله عَزَّ وَجَلَّ ثم عطف أمتهم لبل ظمأهم ومواساتهم في هذه الكارثة المحزنة.
وفيها منع الرئيس المصري ريع الأوقاف الذي كان يرد سنويًّا من أوقاف الحرمين: فتبرع الملك سعود بن عبد العزيز من جيبه الخاص بمائة ألف ريال لتوزع على فقراء الحرمين ستون ألفًا لفقراء مكة وأربعون ألفًا لفقراء المدينة المنورة. ولقد بين أكرم الحوراني نوايا عبد الناصر حينما سافر إلى روسيا وما جرى بينه وبين الرئيس خروتشوف وذلك في نيسان عام ١٩٥٨ ميلادي في زيارته لروسيا. وأطال الحوراني وأطنب والحق أن جمال عبد الناصر له تفكيرات وتمنيه نفسه بأحلام لا يتصورها عاقل. ولو قنع برئاسة مصر وتخلى عما تمنيه به نفسه من السيطرة على سوريا ونحوها لكان به أجدر وأحسن.
وفيها أقيمت احتفالات في المدن والممالك بمناسبة استقلال الجزائر وذلك في أوائل شهر صفر من هذه السنة، وحضر الأمراء والوجهاء وخرج طلاب المدارس وأُلقيت الخطب والقصائد بهذه المناسبة وشهدت المدن