لقد لاح سعد النيرات الطوالع ... وغابت نحوس من جميع المطالع
غداة أنخنا بالرياض ركابنا ... بباب إمام تابع للشرائع
حريص على إحياء سنة أحمد ... وإخماد نيران الهوى والبدائع
يقيم اعوجاج الأمر بالبيض والقنا ... ويحكم بالوحيين عند التنازع
ويحيي دروسًا للعلوم بدرسها ... وتقريب ذي علم قريب وشاسع
تقي نقي قانت متواضع ... ما الفخر إلا بالتقى والتواضع
وما زال للدين الحنيفي ناصرًا ... بتدمير أوثان وتعمير جامع
يعامل قومًا بالأناة فإن تفد ... وإلا أفادتهم حدود اللوامع
وإن تسألن عن جوده وسخائه ... فكفاه مثل المعصرات الهوامع
فإن كنت عن علياه يومًا محدثًا ... فحدث وقرط بالحديث مسامعي
هو المنهل الطامي يبل به الصدى ... فرده ودع آل البقاع البلاقع
به أمن الله البلاد فأصبحت ... لنا حرمًا في الأمن من كل رائع
بمدحته فاه الزمان وأهله ... فحسبك من صيت له فيه شائع
يربي يتامى المسلمين كأنه ... لهم والدٌ بر بهم غير دافع
وكم بائسٍ عارٍ كساه برفده ... وكم أشبعت يمناه من بطن جائع
قصدناه من هجر نؤمل رفده ... فجاد علينا بالمنى والمنافع
أعذناه بالرحمن من كيد كائد ... ومن شر شيطان وخب مخادع
ونستودع الله المهيمن ذاته ... وربى كريم حافظ للودائع
وصل إله العالمين على الذي ... أتانا بنور من هدى الله ساطع
محمد المبعوث للناس رحمةً ... بأقوم دين ناسخ للشرائع
كذا الآل والأصحاب ما هبت الصبا ... وما أطرب الأسماع صوت لساجع
وفي هذه السنة تكسر بعض طوق الحجر الأسود الذهبي الذي ركبه السلطان عبد المجيد وقد تقدم التعريف له، وسرق ما تكسر منه فلم يعلم من أخذه، ثم إنه حشي مكانه زنك أسود.