لوطنه وقانعًا بما قسم الله له بجعله في هذه الوظيفة. ولبث فيها ست سنوات ثم أنَّه أصيب بمرض مخوف وما زال يلهج بالذكر والاستغفار طيلة مرضه حتى توفاه الله تعالى في ٢٤/ ٥ من هذه السنة عن عمر يناهز الحادية والستين. وقد شيع جنازته جمع كثير من الأهالي حتى ضاق بهم الجامع الكبير بمدينة بريدة وشيعوه إلى مثواه الأخير ولم يخلف عقبًا.
وممن توفي فيها من الأعيان أحمد العلي العييري. كان رجلًا من أثرياء بريدة وفيه رجولة ودين ومحبة لأهل الدين حسن المعاملة، طيب العشرة، محسنًا إلى الفقراء والمساكين وذا عقل ومعرفة، مرضيًا عنه من سائر طبقات النَّاس وأتاه الله مالًا وأولادًا، وكان شكور النعم لله. وكانت وفاته عن عمر يناهز الثمانين عامًا وقد شهد جنازته جموع كثيرة وأثنى عليه المسلمون يوم وفاته تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوح جنته.
وممن توفي فيها إبراهيم بن صالح بن محمد بن عبد الله بن سليم كان ابن أخ شيخنا عمر رحمه الله وعفا عنه وفيه دين وبصيرة، يحب في الله ويبغض فيه ولديه صلاح وكان ذا ثروة. وقد أمضى فترة في التدريس بإحدى المدارس الحكومية يدرس فيها العلوم الدينية. كانت وفاته في أواخر شعبان من هذه السنة عن عمر يناهز الخامسة والخمسين.
وفيها أعتق الأمير عبد الرحمن بن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن خمسة عشر مملوكًا ويعتبر هذا من فرد واحد كثيرًا والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا. وكان قد رفض التعويض عنهم، بل جعل عتقهم قربة إلى الله تعالى فلتهنه هذه الحسنات. قال - صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرئ مسلم أعتق امرءًا مسلمًا استنقذ الله بكل عضو منه عضوًا منه من النَّار". وفي الحديث الآخر:"أيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النَّار".
وفيها فتحت أول مدرسة للبنات في بريدة وذلك في ١٥/ ٦ من هذه السنة