مستحب عندهم ولكنه غير واجب، ولكن من أحرقت نفسها بعد زوجها أحرز أهل بيتها شرفًا بذلك). ثم روى صفة ما رأى من ثلاث نسوة توفي أزواجهنَّ بأنهنَّ أقمن قبل ذلك بثلاثة أيام في غناء وطرب وأكل وشرب كأنَّهنَّ يودعن الدنيا وتأتي إليهنَّ النساء من كل جهة، وفي صبيحة اليوم الرابع أتيت واحدة منهن بفرس فركبته وهي متزينة متعطرة وفي يمناها جوزة نارجيل تلعب بها وفي يسراها مرآة تنظر فيها وجهها والبراهمة يحفون بها وأقاربها معها وبين يديها الأطبال والأبواق والأنفار. وكان كل امرئ يقول لها: إبلغي السلام إلى ابني أو أخي أو أمي أو صاحبي، وهي تقول: نعم وتضحك إليهم إلى أن قال ابن بطوطة: وكان هناك حوالي خمسة عشر رجلًا في أيديهم حزم الحطب الرقيق ومعهم نحو عشرة رجال معهم قطع كبيرة من الخشب وأهل الأطبال والأبواق وقوفًا ينتظرون مجيء المرأة وقد حجبت النَّار بملحفة يمسكها الرجال بأيديهم لئلا ترتعب المرأة من رؤية اللهيب. رأيت إحدى أولئك النسوة لما وصلت إلى تلك الملحفة نزعتها من أيدي الرجال بعنف وقالت لهم وهي تضحك:(أبالنار تخوفونني ثم جمعت يديها على رأسها صلاة للنَّار ورمت نفسها فيها وعندئذٍ ضربت الأطبال والأنفار والأبواق ورمى الرجال ما بأيديهم من الحطب عليها لئلا تتحرك وارتفعت الأصوات وكثر الضجيج. ولما رأيت ذلك كدت أن أسقط عن فرسي لو لم يتداركني أصحابي بالماء فغسلوا وجهي وانصرفت).
وفيها في ليلة ٢٣ من رمضان وفاة تشرشل رئيس وزراء الحكومة البريطانية عن عمر يناهز تسعين عامًا وكانت وفاته بمنزله بلندن. فهو تشرشل وينستون تولَّى الرئاسة بعد تشمبرلن وكانت ولادته عام ١٨٧٤ م في بلينهايم بإنكلترا، وكان من رجالات السياسة الإِنكليزية ومن أعظم السياسيين. تولَّى أعلى المناصب السياسية والإِدارية وترأس حزب المحافظين في البرلمان البريطاني وكان في طليعة الذين دبروا شؤون الحرب