طلاب كثيرون مع ما لديه من النباهة والتقدم ومكارم الأخلاق وكان حنبلي المذهب وهذه المرثية:
لذيذ الكرى ناء عن العين شاسع ... فدا لها تنهل فيها المدامع
كحال عليل أو سليم من الورى ... تناوله سم على القلب ناقع
لئن قيل بحر العلم والجود قد ثوى ... تضمنه لحد وبيد بلا قع
حليف التقى عبد العزيز بن مانع ... إمام الهدى في المكرمات يسارع
إمام عليم متقن ومحقق ... أخو ثقة في النقل والقول بارع
إذا سمع الحبر اللبيب كلامه ... يحيره علم بدا منه واسع
ومنها:
قضاياه بالحق المبين جميعها ... لديه استوى فيها وضيع ورافع
ومنها:
أقرت له الأحبار بالعلم والتقى ... فكل لما يحكم مطيع وسامع
إذا الحكم أعيا كل قاضٍ وعالم ... وعارضهم في أمرهم منه واقع
وجدت له فصلًا لدى الشيخ قاطعًا ... يضيء له نور من الحق ساطع
كما قد رثاه الشيخ إبراهيم بن محمد بن ضويان شارح الدليل بمرثية مبكية، أما عن المترجم ابنه محمد فقد ولد عام (١٣٠٠ هـ) ببلدة عنيزة من أعمال القصيم كان عمه وجده ممن تولوا القضاء في نجد فهو من بيت مشهود بالعلم والفضل وأدخله والده عند مقرئ ولكنه ما لبث بعد ذلك إلا أيامًا قلائل حتى توفي فكان الابن يتيمًا لكنه كان مشغوفًا بطلب العلم ومحبة الكتب فأخذ عن علماء بلده ولما رأت والدته ابنة رشيد الشبيلي شغفه الزايد في طلب العلم رأت أن يذهب إلى الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم فيأخذ عنه فلازمه وأخذ عنده كما أخذ عن الشيخ صالح بن عثمان القاضي وأخذ عن الشيخ الإمام عبد الله بن محمد بن دخيل قاضي المذنب وشيخ المذنب والمدرس فيه وأخذ عن غير هؤلاء من علماء القصيم