وهذه صفته: كان قصير القامة أبيض اللون ممتلئ الجسم شنن اليدين والرجلين قد تأثرت عيناه من كثرة المطالعة والبكاء من خشية الله باحمرار عليه آثار الصَّالحين وشعار المتقين وبما أنَّه هادى الطبع وفقير فإنَّه لا يؤبه له ويصدق عليه وصف النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلْمَ في وصف الدنيا بقوله: "الدُّنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له"، رواه أحمد والبيهقيّ وقوله:"طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفَّع" رواه البُخاريّ.
أما مشائخه الذين أخذ العلم منهم فقد لازم الشَّيخ عبد الله بن حسين أبا الخيل وأخذ عنه وأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن دخيّل وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن مقبل وأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن سليم وأخذ عن الشَّيخ عمر بن محمَّد بن سليم وأخذ عن الشَّيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وكان من جملة أحبابنا وزملائنا مع أنَّه يكبرني بستة وعشرين سنة وبيني وبينه صداقة فكنا فخرج إلى قرية المريدسية وخبّ البريدي وغيرها لزيارة الأخوان هناك كآل سعوي وآل خضيري وآل سويد وغيرهم ممن يحبنا في ذات الله ونحبه وتحصل قراءة وتذكير ونجد هناك قبولًا وأخوانًا لنا في الله ويحمل دائمًا كتبه للوعظ والإرشاد والإفادة وقد تولى وظائف في الإمامة والخطابة في بعض الهجر وآخر وظيفة نالها إن كان في هجرة وثيلان من أعمال السر إمامًا ومرشدًا وفقيهًا ومدرسًا في المساجد وكان رجب الصدر حليمًا فلا يغضب ولا يحقد ويتعلم منه صغار طلاب العلم ويتحمل ما يناله من الأذى وقد أخذ عن الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن غدًا العالم الزَّاهد حينما كان الشَّيخ في المريدسية وقد أوذي في الله وصبر ثم أنَّه أسن ولزم بيته ويتردد إلى مجالس الذكر حتَّى توفي في هذه السنة عن عمر يناهز التاسعة والسبعين رحمه الله وعفا عنه.
وممن توفي فيها من الأعيان الشَّيخ محمَّد بن الشَّيخ عبد الله بن الشَّيخ عبد