والرخام والزينات، ورفعوا البيوت ونجدوها، غير أننا نريد منهم أن يشاطرونا في قوة الدين والتمسك بالإسلام وشعائره لنفوز وننجح جميعًا، وإذا كان لهم تقدم في الحياة فنرجوا أن يكون لهم تقدم في الدين وفقهه لأنه لا عز إلا بالدين ولا منعة إلا بتقاليد الإسلام وشعائره.
وأضرب لذلك مثلًا وإن كان المقام ضيقًا فنقول هذه الدولة العثمانية لا تغيب الشمس عن ممالكها كما بينا ووضحنا في هذه النبذة اليسيرة.
فلما قام داعية الخير وإمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب لنشر الدين وتجديده في الأرض لأن الله تعالى يبعث من يجدد لهذه الأمة دينها قامت هذه الدولة وضادت دعوته أعظم مضاده وصادمتها أشد مصادمة وبذلت نفسها ونفيسها، وآخر ذلك أعلنت الدستور، فقال بعض الموتورين بابنته لما رسمت نفسها بغيًا، وقررت الدولة لها تقريرها والله لا تستقيم دولة بعد القرآن الحكيم يكون شرعها الدستور ودأب في خلاص ابنته حتى أنقذها منهم، وذلك في سنة ١٣٢٧ هـ، فانظر إلى ما أحله الله بها بعد ذلك من الهوان الذي آخرته سلب ممالكها واقتسامها وإني لآسف جد الأسف على أن تكون الشام ومصر والعراق واليمن مسرح الفتن والزلازل والمحن بعد أن كانت معدن العلماء والأولياء والقضاة والمفتين والأئمة الربانيين كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن رجب وابن مفلح وأعلى منهم مثل الشافعي وأحمد بن حنبل وأبى حنيفة وإسحاق بن راهوية والموفق بن قدامة وابن عبد الهادي الجهابذة هؤلاء الأخلاف، أما الخلفاء الأمويون والعباسيون والقواد والزعماء إذ ذاك فنرجوا من أمتنا أن يوجدوا ويبرزوا لنا رجالًا مثقفين يحامون على البلاد ويقهرون الأضداد كهؤلاء الرجال فهم رجال ونحن رجال.
أما القضاء في ذلك الوقت فكان القاضي إذ ذاك يجلس للخصمين ويسمع إلى حجتيهما فإذا فرغا وتبين له حكم القضية قضى بينهما فيقومان راضيين خالصين، وما تعرف عندهم المحاكم، وأخص بذلك أهل نجد، وإذا جرى بيع عقار وإثبات صك ونحو ذلك من القضايا الكبار فإنه يوقع القاضي عليه بالختم.