هماك غير صدى الإرادة السلطانية وآلة من آلات أحكامها إلا أن الشلهوب هو علم الشيوخ فيه عذاب وفيه خلاص وفيه إخلاص ولا ريب فيه مهماته متعددة تشمل الكبيرة والصغيرة من الدفع إلى عود الكبريت فهو يتولى أمر التوزيع العام الشامل يوزع الحطب ويوزع السمن ويوزع المال طريقته في الإدارة أولية يدوية وحساباته قروية قال لا فض فوه الذي يجيء نقيده والذي يروح نقيده والنتيجة لا شيء وليس في طريقته محاباة وتفضيل طوف بي ذات يوم في مخازنه فدهشت لما في ذمته من الأموال وفي ذاكرته من الأشياء هذا مخزن السلاح والذخيرة، وهذا بيت التموين وهذه الخوابي صنع الهند للسمن، وهذا التِمن (١) الأرز مئات من الأكياس مرصوصة بعضها فوق بعض ثم أدخلني غرفة كبيرة ذكرتني بمخازن الرهون بلندن وبنيويورك كل ما فيها مهمل مجهول ومكدس بعضه فوق بعض سألت شلهوب عنها فقال غنمناها في إحدى المواقع ولا أدري ما فيها هذا هو الشلهوب رجل الدولة كل شيء في الدولة يصرفها بعد أمر السلطان عبد العزيز ويواصل الأستاذ الريحاني يقول: مثل يوسف في مصر ادفع يا شلهوب وزع يا شلهوب رأيت العربان والإخوان ينتظرون في الرواق وشلهوب جالس وراء منضدته يعد الروببات وإخوانه في المخازن حوله يوزعون الثياب وكنت أرى كل يوم عند غروب الشمس صفًّا طويلًا من العبيد ساسة الخيل كل يحمل وعاءه ينتظر عند باب من أبواب شلهوب ليملأه شعيرًا، إن لشلهوب منازل كثيرة ومهمات متعددة هو مثل يوسف في مصر الفراعنة {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ}، {قَال اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥)} إلى آخر كلامه. نعم إنه رجل الدولة وأدى واجبًا يشكر عليه، حدثني أحد الأخوان من أهل الرياض وكان ثقة رزينًا قال: دخلتُ مع الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ على شلهوب للزيارة في بيته فجلس يتحدث معنا وجعل يقص علينا أيامًا مضت بينه وبين الملك عبد العزيز حيث كان ينفذ أوامر الملك،
(١) التمن بكسر التاء المثناة وتشديد الميم المفتوحة نوع من الأرز رديء يأكلونه.