كيف السبيل إلى السعادة والربى ... عاثت بها الأنذال والجبناء
كيف السبيل إلى النعيم وأرضنا ... تاهت بها الكفار والسفهاء
كيف السبيل إلى سعادتنا ولم ... تشمل عدوي غارة شهواء
تنقض مضجع جيشه وجنوده ... وتفر رعبًا غادة غذراء
والكهل يشكو صارخًا ومولولًا ... يبغي فرارًا ليس منه نجاء
والأم تذهل عن صغار رضع ... لم يجدها يوم الفرار عناء
فتعوم أرض بالدماء وترتوي ... من غلة الصادي بها الآباء
والجند تقتل بكرة وعشيه ... وحريمهم خدم لنا وإماء
يا مسجد الأقصى وأول قبلة ... جابت حماك رجالنا البسلاء
حرم الخليل أتتك جند محمد ... جاءوك شعثًا ما بهم خيلاء
وغدت زحوف المسلمين منارها ... دين وبر والوفاء وفاء
ويظلها التوحيد ليس يضيرها ... أسطولهم وعنادهم وفضاء
الله أكبر صيحة جبارة ... إن أطلقت خرت لها سيناء
الله أكبر نملأ الدنيا بها ... رعبًا تخر لهولها الجوزاء
وتزلزلت أركان صهيون لها ... وتصدعت جنباته الركناء
يكفيك إسرائيل منا نومة ... طالت وطال جحيمها وشقاء
هذي جحافلنا بمعترك الوغا ... ضجت بها أرض وضج سماء
وقال مسلم غيور من موظفي المعهد العلمي ببريدة:
أتطفئ نور الله نفخة كافر ... تعالى الذي بالكبرياء تفردا
إذا جلجلت الله أكبر في الوغا ... تجادلت الأصوات غرد لك الندا
هناك التقى الجمعان جمع يقوده ... غرور أبي جهل كهرٍ تأسدا
وجمع عليه من هداه مهابة ... وحاديه بالآيات في الصبر قد حدا
وشمر خير الخلق عن ساعد الندا ... وهز على رأس الطغاة المهندا
وجبريل في الأفق القريب يكبر ... ليلقى الونا والرعب في أنفس العدا