وسرعان ما فرت قريش يجمعها ... وعاتت أبا جهل هناك ممدا
منكسة الرايات مغلولة العرى ... جريحة كبر قد طغى فتبددا
ولما أن جرى من اليهود ذلك الأجرام وهو تحريق المسجد الأقصى قام العرب وفقدوا وبعثوا صرخاتهم إلى العالم الإسلامي في مشارف الأرض ومغاربها ورن صداء هذه الجريمة وطلبوا إنقاذ ثالث المسجدين وأولى القبلتين وطالبوا بحقوق المسلمين ومقدساتهم وحقوق الإسلام وطار صدى هذه الفعلة الذميمة والجريمة الشنيعة واهتم لذلك العاهل السعودي ملك الملكة العربية السعودية فيصل بن عبد العزيز ووجه نداء دعا فيه إلى الجهاد القدس ثم توالت النداءات والتصريحات من كافة أرجاء الوطن الإسلامي الكبير من باكستان والصومال وتونس وتركيا وماليزيا وكشمير وموريتانيا وسيلان وقطر والكويت وقد لبى نداء الملك فيصل بن عبد العزيز سائر دول الإسلام وانهالت برقيات التأييد وهذه برقية من وزير الدفاع سلطان بن عبد العزيز (حضرة صاحب الجلالة مولاي القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك فيصل بن عبد العزيز المعظم يتشرف الخادم بأن يرفع إلى علم جلالتكم بأنه ما أن سمعت قوات جلالتكم السلحة للنداء الذي أعلنتموه بشرف الجهاد في سبيل الله بغية تخليص القدسات في فلسطين المحتلة وحمايتها من بغي الظالمين المعتدين حتى انهالت علينا مئات البرقيات من رئيس أركان حرب الجيش وجميع قادة المناطق والأسلحة المختلفة في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية وقد هبوا جميعًا لتلبية النداء وتأييد الدعوة التي تمتثلون فيها لأمر الله وتنصرون فيها دين الله وتعلون بها كلمة الحق ولواء التوحيد وهم بهذا إنما يعبرون لقائدهم ولمليكهم عن شعور إسلامي صادق وعقيدة راسخة متينة في ولاء وإخلاص لنتاج المفدى وللوطن العزيز أعز الله الإسلام ونصر المسلمين وحفظ جلالتكم وأيدكم بالنصر والتوفيق مولاي المعظم سلطان بن عبد العزيز).
فأجابه الملك شاكرًا لهذا الاستعداد وقال في الجواب أبلغوا الجيش العربي أن يكونوا دومًا على أهبة الاستعداد ليوم الجهاد بعد أن طال الانتظار وبعد المصير الإمضاء فيصل.