أما ما كان عن إسرائيل أو اليهود فإنها زعمت بأنها لم تقدم على حريق المسجد الأقصى وأنه لا يمكن أن يصدق بهذا إنسان في رأسه قليل من عقل وإنما جرى الاحتراق بقضية التماس كهربائي ثم عدلت عن هذا وزعمت أن شابًّا مسيحيًّا أستراليًا خجولًا يحمل الإنجيل معه ويقرأه طوال الليل وآناء النهار من أتباع كنيسة الله وهم جماعة بروتستانتية متطرفة هو الذي قام بهذا العمل الإجرامي وأن هذا الشاب قضى بضعة أشهر في إسرائيل ويعمل في إحدى المستعمرات بالقرب من تل أبيب! أما عن الحسين بن طلال ملك الأردن فكما قيل:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت يومًا به الحرب شمرا
كليث هزبر كان يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتقطرا
وكان قد تقدم من اليهود في مستهل هذه السنة أعمال سيئة ففي ١٣ محرم أصيبت العرب بمحن منها واعتقل ١٢٠٠ ما بين شاب وفتاة في القدس ضمن حملة إرهابية شنتها سلطات الاحتلال وكذلك اعتقلت أربعين طالبة وفتاة ومن ضمن هؤلاء فتاة توفيت في إحدى السجون نتيجة التعذيب الذي تعرضت له على أيدي جنود الاحتلال، وكذلك اعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من سبع عشر فتاة وشابًا من عائلة واحدة من ضمنهم شاب في العشرين من عمره وقد سئمت السلطات من تعذيبه وعدم اعترافه بالتهم الموجهة إليه فأخذوه إلى منزله وبدأ جنود الاحتلال بضربه أمام والدته العجوز وقد حاول الشاب القفز من نافذة المنزل فأطلق عليه الجنود النار وأصابوه بجروح مختلفة. هذه بعض من كل من قساوة اليهود وشدة عداوتهم للإسلام وأهله مما يدمي القلوب ويثير الأشجان ويبعث الأحزان ومما أنشده أحد الموتورين من هذه الأعمال في وقت عيد الفطر وأيامه:
في العيد يرقص كل قلب ناعم ... إلا قلوبًا بالعراء دوامي
اتخذت من الغبراء متفرشًا لها ... وتسربلت بالعري والأسقام
تشكو ولكن لا يحس شكاتها ... غير المليك الواحد العلام
تتعاقب المحن الشداد عليهم ... كتعاقب الأيام والأعوام