وأشباهها وفعلًا قام بذلك غفر الله له وطبعت ولما أن بلغ أسماع جلالة الملك عبد العزيز خبر نهضة القرعاوي وما فتحه من المدارس أرسل هيئة تكشف حقيقة الأمر ولما أن قدمت الهيئة في سنة (١٣٦٥ هـ) أعجبت بتلك المدارس ورأوا من ثمراتها ما يسر الخاطر ووفقت بأن رجعوا يروون لجلالته ما شاهدوا وأخبروه بالوضع فأمر بأن يقرر للمعلمين والمتعلمين رواتب شهرية وقد كان الباعث لذلك هو أن أهل الأهواء يغزلون لإطفاء هذه الدعوة وإلغاء المدارس غير أنها خسرت في هذه المرة صفقتهم وخاب أملهم كما أشرنا إلى ذلك لطيفة فيما تقدم غير أنهم لا يزالون في ملاحتقها حتى أطفاوا تلك الشعلة فضمت المدارس إلى المعارف ولكنها لا تزال آثارها باقية والحمد لله وكان الشيخ إذ ذاك يتجول على تلك المدارس ويراقب سيرها ممتطيًا الحمر حتى دبرت من كثرة سيرها في تلك الجبار وكان الأمير تركي السديري هناك يساعد القرعاوي وتلامذته مساعدة واسعة بحيث أمر صاحب دكان لديه أدوات المدارس بأن يسلم القرعاوي كل ما يريده على حسابه بدون حصر ولا قيد فكان لنهضته أمر عظيم في جهات أبها هذا وقد تعرضت دعوته عقبات وبعث أناس ضده يدعون أن هذه المدارس في صرفيتها غير معقولة وكانت الحكومة تبعث للكشف عن حقيقتها غير أن الله ينصره ويظفره بكل مرة ولكن الهيئة الأخيرة لم تفلح وغلبت على أمرها وكانت وفاة المترجم في ٢٣ جمادى الأولى الموافق ليوم الأربعاء من هذه السنة غفر الله له وتغمده برحمته والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وممن توفي فيها من الأعيان الرجل الهمام عبد الله بن سليمان بن عيسى البطل الشجاع كانت وفاته في آخر ليلة الأربعاء ١٩/ ٧ كان من بني زيد أهل شقراء ويلتحقون بقحطان وكان عبد الله قد اشترك في غزوات الحسين بن علي الشريف ولبث في خدمته مدة من الزمن ويروي لنا قصته في ليلة هجوم الإخوان بقيادة سلطان بن عباد بن حميد وأمير الخرمة خالد بن لوي علي عبد الله بن الحسين الشريف في قرية. قال: أنه جاءنا نذير وهي امرأة دخلت على قائد الجيش عبد الله في المجلس العام بين العشائين فقالت له تحذر يا شريف فقد أقبلت السلاطين إليك