فاختتن كثيرًا من الأطفال وفيهم حافظ وقد أو لم الشيخ وليمة لختانه وقال للأولاد كل من اختتن وترك اللعب واللهو واختلاط الرجال بالنساء والإسراف بالنفقات الفارغة فإني مستعد له بإقامة وليمة وكان لهذه الدعاية والختان الذي جرى في المدرسة أمر عظيم ترك العادات القبيحة السيئة وأقبل الناس من كل جهة يدخلون أولادهم الدرسة يقرؤون ويتعلمون ويختتنون ومن كان من الطلبة محتاجًا يجد الكل والمشرب والملبس وما زال يفتح الدارس ويبني المساجد ولما أن كان في هذه السنة تأخر بإذن الله خريف تهامة فأوجب الحال انتقال أهل تهامة لتتبع مساقط الأمطار في الوديان وكان الطلبة مع أهليهم وفي انتقالهم يبثون الدعوة فيما يتنقلون إليه من البلاد فكان لذلك أثر عظيم في تلك الجهات وكان بعضهم يفتح مدرسة ويعلم فيها وبعضهم يبني مسجدًا ويؤذن فيه ويدعو الناس للصلاة ولما رأى الأمير خالد السديري إثر تلك الدعوة المباركة تسبب عند الحكومة لجملة من الطلبة بثلاثمائة ريال إكرامية توزع عليهم شهريًا وهذا من عام مساعداته التي يشكر عليها ولما أن كان في سنة (١٣٦٢ هـ) تزوج الشيخ عبد الله من بيت محمد بن عثمان وكثر في هذه السنة الوافدون على الشيخ من الليث وتهامة وعسير وبيشه وبعث الملك السابق سعود بن عبد العزيز حال كونه ولي العهد بإعانة كبيرة للقرعاوي في السنة التي بعدها واستمر دفعها كل سنة ثم أشار الشيخ على حافظ حكمي أن ينشئ نظمًا في التوحيد على موجب ما قرأه من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى، ولما كان في سنة (١٣٦٤ هـ) حج الأمير خالد وجاء بعده لإمارة جيزان محمد بن محمد السديري وسلك خطة الأمير خالد بمساعدة الدعوة وطلب أمراء مقاطعة جيزان وقضاتها ومشائخ القبائل من الشيخ عبد الله القرعاوي أن يبعث إليهم معلمين يفتحون المدارس وهم يساعدونهم على نشر الدعوة ففتح مدارس كثيرة جدًّا وكان لمحبته نشر الدعوة لا يتوقف عن فتح الدارس إذا طلبوا منه وفي تلك الآونة أشار على الشيخ الشاب حافظ أحمد الحكمي أن ينشئ نظمًا في الفقه والآداب ونظمًا في ذم الدخان والقات