للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناصر خلوفه وهي من الخشب والجريد والحبال والحشيش واتخذ للكتب خزانة ولما أن قدم خالد بن أحمد السديري أميرًا على جيزان قدم على القرعاوي طلاب علم وطلب منه أهل مخلاف أن يتجول في جهاتهم لنشر الدعوة فذهب وكبار تلامذته يعظون ويرشدون ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وكان هو الموجه للدعوة يبني لتلامذته طريقة التيسر والرفق واللين والبصيرة والبعد عن العنف والشدة والتعسير والتنفير وهذا ما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل لما بعثهما إلى اليمن بأن قال لهما "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا" ولما تجول هو وتلامذته أزالوا هناك أمورًا من البدع المخالفة للشرع من تعظيم القبور والأشجار والأحجار وفر أناس من الدجالين والسحرة وأهل التنجيم والكهانة والتزوير والخط والشعوذة وأكثر هؤلاء أو كلهم من خارج المملكة السعودية وكان لجولته أثر عظيم بحيث أن الناس كأنهم راقدون فانتبهوا، قال رحمه الله وكان أمير سامطة يومئذ (سند الحماد) وكان مساعدًا للدعوة ومحبًا لها من كل وجه.

وفي هذه السنة وفد إلى سامطة طلبة علم من غامد وزهران ورجال المع وأتى إلى القرعاوي محمد بن أحمد الحكمي أخو حافظ بن أحمد برسالة من أخيه يطلب كتابًا في التوحيد ويعتذر عن عدم القدوم لاشتغاله في خدمة أبويه في رعي الغنم ويطلب من المترجم أن يزور تلامذته للقرية التي هو ساكن فيها فذهب الشيخ وإخوانه إليها وجعل يلقي الدروس ويتعلم منه حافظ أحمد تارة يذهب إليه القرعاوي وتارة يذهب هو إليهم في قرية الجاضع ومرض الشيخ بالجرادية مرضًا شديدًا وقد عرض عليه الأمير خالد السديري قضاء سامطة واعتذر وعوض عليه قضاء السارحة فأبى وكان الشيخ يبني مساجد ومدارس هناك لما أن كان في سنة (١٣٦٠ هـ) تفرغ حافظ حكمي وطلب العلم بإذن من والديه لأن الشيخ استأجر راعيًا للغنم بدلًا عن حافظ وبنى الشيخ مدرسة سامطة مرة أخرى بدلًا عن البناية الضعيفة وجعل فيها ستين مدرسًا من كبار الطلبة واجتمع فيها تلامذة كثيرون