شلهوب وأخذ عنه الشيخ محمد بن مهيزع وأخذ عنه الشيخ ناصر الحناكي وأخذ عنه الشيخ سعد بن محمد بن فيصل آل مبارك وأخذ عنه خلق كثير ممن لا يحضرني ذكرهم كأحفاد حمد بن عتيق وما زال يعلم ويرشد ويوجه ويرأس ويفصل في المنازعات ويدعو إلى الله حتى ألم به مرضه الأخير الذي وافته فيه المنية عن عمر يناهز التاسعة والسبعين ولا ريب أنه شمس انكسفت ومشكاة انطفأت نعم انطفات مشكاة طالما كانت تنير للأمة طريق حياتها وذلك بأنه ألمعي سريع البديهة طويل الباع في علوم الشريعة والأدب ويحقق الكتب وينشرها ويحل للناس ما استعصى على العلماء والقضاة وغيرهم زرته مرة وكنت لا أزال إذا وصلت إلى الرياض أسلم عليه فدخل عليه رجل من أهل حوطة بني تميم وجلس أمامه على كرسي إلى جانب الاصة فقال يا شيخ إن القاضي فلان ظلمني وأنست منه تحديًا فتكلم الشيخ بصوت جهوري وانتهره قائلًا إن فلانًا ليس بطاغوت يظلمك إنما هو قاضٍ فقال اسمع مني يا ابن إبراهيم أنا لا أعرف القاضي بل أعرفك أنت فاحذر من تعلقي بك يوم القيامة فبكى الشيخ وقال كفانا الله شرك يرددها ثم قال: راجعني في دار الإفتاء بعد العصر، وكان إذ ذاك في كتب رئاسة القضاء وكان مع ما أوتي من العلم وما نتجت مجالسه من العلماء الذين سدت بهم الآفاق وملأ الأقطار أديبًا ومحبًا للشعر وله قصائد في المناسبات كقصيدته في مراسلاته لأخيه عبد اللطيف لما سافر إلى المدينة المنورة وما وراءها وانقطعت أخباره فقال في ذلك قصيدة. وكرثائه لعمه الشيخ عبد الله ورثائه للشيخ عمر بن محمد بن سليم وتقدمت. ولما توفاه الله تعالى جرى للمسلمين رنة أسف عليه وخسرته البلاد السعودية وخرجت الأمة كلها لا هزتها وفاته لتشييع جثمانه على أكتافهم يتقدم الجمع صاحب الجلالة الملك فيصل والعلماء والأعيان والوزراء وكان الذي تولى الإمامة في الصلاة عليه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز وأقبل الناس يعزي بعضهم بعضًا وانهالت القصائد والكلمات الرثائية في الصحف والمجلات والجرائد فمما قيل فيه قصيدتنا الرثائية التي باحت بفضله ومناقبه: