الخضروات من بطيخ وقثاء وخوخ وبخارى وعنب وتفاح وبرتقال وغيرها وفيه حركة هادئة مع كثرة البائعين والمشترين. ولما أن رجعنا من مسجد جواثي ذهبنا لأداء صلاة العشاء الآخرة في الجامع الكبير بالإحساء وألقينا على الحاضرين موعظة عامة تتضمن الحث على الصلوات الخمس في الجماعة والتزام بقية أركان الإسلام وشعائره وما ينبغي للمسلم أن يتخلق به وكان ذلك بمكبر الصوت فوافقت قبولًا وسرنا بعد ذلك إلى مأدبة الشيخ القرعاوي في بيته الذي يرد عليه الجيران والأحبة وما أن صلينا صلاة الصبح وأخذنا وقتًا يتسع لزيارة فضيلة الشيخ صالح بن علي أبو غصون رئيس محاكم الإحساء حتى ذهبنا إليه في بيته فوجدناه يريد الذهاب إلى مقر عمله فما كان منه إلا أن قام يحيينا بأجمل تحية وأحر ترحيب أن الشيخ أبا غصون رجل قوي ومحبوب في الإحساء ويصفونه بالعدل والإنصاف ورحمة الضعيف ومواساة المحتاج وفيه محاسن أخلاق ومكارم وتواضع كان ضرير البصر بصير البصيرة صريحًا لا يملق في الحديث قد بلغ الستين من العمر دعانا بتأكيد لمائدته ظهرًا وكنت أذكر أنه تقدم منه قبل هذه السنة دعوة لما مررنا بالإحساء قبل هذه السنة نريد الظهران فلم يقدر الله ذلك وقمنا بعد الجلوس مع فضيلة الرئيس لرؤية مشروع الري في الإحساء الذي تقدر تكالفه بأربعمائة مليون منها تعويضات الهد وإزالة النخيل التي مر بها ١٥٨٠٠٠٠٠٠ وتكاليف العمل والمعدات وما إلى ذلك مايتان واثنان وأربعون مليونًا وحضرنا مجلس الشيخ صالح القرعاوي فإذا هو يباشر أعماله القضائية بنشاط يهابه البطل وربما قفز من الكرسي حتى يعلو الخاصة فأعجبتني قوته لإيقاف المعتدي وذلك لما يجده من التحمس وبعد صلاة الظهر ذهبنا لدعوة الرئيس وتمتعنا برؤيته وحديثه وكان لبقًا دمث الأخلاق طَلْق المحيا مرحًا فأخبرته أننا نريد بلاد قطر ونريد خطابًا منك كتعريف بنا لحاكم قطر فإننا لم نشعره فتوجهنا وإن كان قد تقدم منه دعوة غير معينة فأصحبنا الشيخ أبو غصون بكتاب واقترح أن يزودنا بمعلومات ظريفة بأن إذا قدمنا بلاد آل ثاني لا نطلب مبارحتها إلا برخصة من الحكومة القطرية ليكون الوقت واسعًا لأخذ