للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان هذا المسجد أول مسجد أديت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولما وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفود العرب كان من بينها وفد من الجزء الشرقي من الجزيرة من الإحساء من عبد القيس برئاسة المنذر بن عائذ سنة سبع من الهجرة فأعلنوا إسلامهم وبعد عودتهم إلما بلدهم بنوا ذلك السجد فكان أول مسجد صليت فيه الجمعة بعد مسجد الرسول والحديث في صحيح البخاري وبذلك يفخر بنو عبد القيس فيقول شاعرهم:

والمسجد الثالث الشرقي كان لنا ... والمنبران وفصل القول في الخطب

أيام لا مسجد للناس تعرفه ... إلا بطيبة والمحجوج ذو الحجب

ولم يزل موضع هذه المدينة موجودًا وهي شرقي قرية الكلابية بمسافة مسيرة ساعة ونصف على الأقدام تقريبًا وكان هذا السجد فيه بقية آثار من البناء القديم وهي رؤوس عقود كانت على مرتفع في المسجد ويظهر أن بنايتها من النورة والطين فعبارة لم يبق من المسجد سوى أطلال وفوهة العين وقد تراكمت في الموضع الرمال حتى أخفت معالم القرية وهذه البقية من آثار المسجد محاطة بجدار من الطابوق تضمن شرذمة من جداره الغربي وخمس أساطين من رواقيه الثاني والثالث في الجهة الجنوبية وقد غطت الرمال كثيرًا من الباقي من آثاره وفي الشمال الغربي من المسجد بمسافة سبعين خطوة تقريبًا يوجد آثار قبة مدورة الشكل طول محيطها خمس وثلاثون خطوة يزورها بعض أهالي القرى المجاورة يعتقدون أنها قبر أما العين ففي الشرقية من المسجد وتبعد عنه بقدر ٢٢٠ خطوة وقد بقيت فوهتها مملوءة بالماء يردها الصادر والوارد لتلك الجهات وقد صلينا فيها صلاة المغرب، وبعدها قمنا نقلب الطرف في بقية تلك الآثار وكانت العقود التبقية أطلالًا وهناك بناية جديدة حديثة حوالي تلك العقود التي تركت كآثار ويشاهد هناك مبخر من الطين وحديثي عن قرى الإحساء وعيونه طويل لا تتسع له هذه الأوراق وغالب أهالي تلك القرى إنما هم شيعة وكان يباع في سوق الخميس الذي يعتبر كما قفة بريدة أنواع