للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما قام بعض الأجواد بعمارة مسجد ربيشة عام (١٣٤٩ هـ) جعل إمامًا فيه واستمر يزاول هذه الوظيفة ثلاث سنوات ثم أن الحكومة بعثته في جملة القضاة والأئمة والمرشدين إلى جهة عسير وما يليها عام (١٣٥٣ هـ) فذهب على مضض لأنه كان مولعًا ببلده ورفقته وكان صهرًا وصديقًا للأخ الشيخ عبد المحسن بن عبيد ومن خاصة أحبابه وأصدقائه وكنت أذكر أنه لم حج الأخ الشقيق عام (١٣٤١ هـ) لم يطق فراقه وجاء إلى والدنا يسأل عن وقت مجيئه وبكى فأقسم والدنا لو علمت بحرارة فراقه كذلك لجعلتك له مرافقًا، ولما أن ذهب في جملة الذاهبين إلى جهة اليمن كان إمامًا في أبي عريش وواعظًا ومرشدًا إذ كان القاضي في جهته الشيخ عثمان بن حمد بن مضيان واستمر يزاول هذه الوظيفة في عام (١٣٥٨ هـ) حيث طلب من كانوا هناك من المبعوثين الرجوع إلى الوطن؛ لأن الطقس لم يوافق لصحتهم وشغل وظيفة إمامة مسجده في بريدة ثم إِن الحكومة اختارت أناسًا للدراسة على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع في المسجد الحرام وللوعظ والإرشاد في مكة المكرمة فذهب من جملتهم أضف إلى ذلك أن كانوا أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولما رأى أن عمله كان شاسعًا عن نجد رحل بأهله وأولاده إلى مكة واستوطنوها ثم أنه بعث للقضاء في الدمام وزاولها ثلاث سنين ثم نقل إلى قضاء الموية وبعد تعيينه طلب الإقالة من قضاء المويه واقتضت الإرادة لما جعل الشيخ ابن مانع مديرًا عامًّا للمعارف وعين فضيلة الشيخ عبد الملك بن إبراهيم رئيسًا عامًّا لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الغربية أن يكون المترجم في الجهة الجنوبية رئيس هيئة الأمر بالمعروف هناك ثم نقل من هذه الوظيفة إلى أن يكون مفتشًا في رئاسة الهيئات بمكة المكرمة ولما تقدمت به السن أحيل على التقاعد قبل وفاته بسنة وكان كريم النفس طيب الأخلاق ثابتًا على دينه ومبادئه لا تغيره النقلات يداري ويعاشر ويتحمل في نفسه المشاق وله حظ من تلاوة القرآن وترتيله ولا يزال ناسكًا متمسكًا متقيدًا بتعاليم الشريعة ولما اشتعل شعره بالبياض لم يكن ليغيره أو يزيله فكان شديد بياض الشعر كث اللحية