للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعلوه البهاء متسمًا بحلية العلماء ثم أنه أصيب قبل وفاته بثمانية شهور يتأثر في وجع إحدى رجليه وأجريت له فحوص طبية تبين منها أنه لا يخلو من مرض السكر ففعلًا استعمل الحمية واستمر في تقلباته وذهابه وإيابه غير أن صحته متأخرة ثم أصيب بمرض قلبي على إثر ذلك وفي يوم الاثنين الموافق ١٦ ذي القعدة من هذه السنة وهو آخر أيامه كان يشكو من قلبه رغم تردده إلى المستشفيات فطلب من أهله وقت الظهيرة أن يحضروا ملابسه وقال إني أريد أن أغتسل وأتطيب وأغير ملابسي لتكون رائحتي طيبة إذا غسلوني فقد كنت أظن أني أبيت هذه الليلة في قبري، ولما أن كان قبل الغروب بساعة من آخر النهار طلب حضور الطبيب وذهب إلى الحمام ثم خرج ودعا بابنه محمد الذي يلازمه وقد ذهب ليأتي بالطبيب وطلب ألا يأتي به وطلب حضور صهره زوج ابنته إليه ليراه ويجتمع به ولما خرج من الحمام جعل يتردد في أين يجلس في السطح أو المجلس لأن لا يصيبه لفح الريح بعد الاغتسال ثم غُشي عليه وقد جاء أهله إليه بالقهوة حسب طلبه غير أنها خرجت روحه مع غروب الشمس ليلة الثلاثاء ١٧/ ١١ رحمة الله عليه فغسلوه وكفنوه وصلى عليه المسلمون وقد رؤيت له منامات حسنة وكان سبطه سعد بن محمد يتلو هذه الآية بمناسبة وفاته {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)} ولما قص على أهله صفة وفاته قلت هذه المرثية في الفقيد تغمده الله برحمته:

أتيتِ بأخبار أبانت نهاية ... لأنفاس خل قد دهي بالطوارق

وفيٍّ حفيظ بالوداد وثابت ... على دينه قد كان خير مسابق

سلالة أنجاب ومن نسل عامر ... هو الصهر عبد الله ليس بماذق

لقد عاش في الدنيا عزيزًا ومكرمًا ... نقيبته التقوى وحسن الخلائق

وقد كان ذا صبر جميل وثابتًا ... وما كان يبدي دائمًا للخلائق

ولكن نفس المرء تبلى وتنجلي ... طوايا تخبا عن صديق وصادق

ينادي بأعلى الصوت جهرًا لنجله ... ملازمة في خدمة فعل صادق