محمد المذكور بالخير والندى ... شمائله كسب العلى في الحقائق
لقد كان برًا في القرابة واصلًا ... وذا حشمة أمسى بها ذا تفاوق
ألا أيها النجل ائتني بمعالج ... وسارع إلى جلب الطبيب وسابق
فقد كنت مكروبًا ولا زلت خائفًا ... وفي علم مولى الخلق أمسى بطارق
وقام كحيران يضيق به الفضا ... يردد أنفاسًا دهت باللواحق
فما كان إلا ساعة ثم ناله ... سهام القضا المحتوم في جنح غاسق
لست من الأيام من بعد عشرها ... بذي قعدة أمسى رهين الخنادق
لإحدى وتسعين تلتها مئاتها ... ثلاثمئين بعد ألف مطابق
فأفٍّ لذي الدنيا وإن ظلالها ... سريع انقلاص ليس يومًا برائق
وأعظم بموت للحبيب وفرقة ... ورزء دهانًا بالحبيب المفارق
فمن مثل عبد الله في الأنس والبها ... محاسنه فاقت كثير الخلائق
بقية أفذاذ لعمري ومعشر ... سجيتهم بذل الندى والتصادق
لقد عاش في التقوى ومذ شب يافعًا ... وكهلًا إلى غير النهي غير تائق
حفيظًا على العهد القديم وثابتًا ... على مبدئ قد لا يميل لمارق
فأهون بهذا الدهر خلا وصاحبًا ... لقد كان سلابًا لخل مرافق
وليس بمأمون على الصحب والوفا ... سجيته سلب الصديق المصادق
فسبحان ربي من جليل وقاهر ... يعيد ويبدي قاهر للخلائق
يعاملنا ربي بفقد خيارنا ... ويبقى شرار الخلق من كل مارق
على هذه الدنيا العفا بعد موته ... فكم سلبت أيدي الردى كل فائق
وكم أبقت الأيام خبًا ومعشرًا ... وكم قد رأينا من عجيب الشقاشق
فصبرًا بني الإسلام صبرًا على البلا ... فذو العرش جبار لطيف برامق
وكل سيمضي ذاهبًا بعد ذاهب ... وغايتهم ذا لاحق بعد سابق
وصل على المبعوث للناس رحمة ... بعد النجوم الغاربات الشوارق
وآل وأصحاب على السير اقتفوا ... وأتباعهم من كل هادٍ وسابق