الشاعر محمد بن عبد الله بن عثيمين صاحب الديوان فكان الشيخ محمد بن مسلم يتصل بآل مبارك وصاحب الديوان يتصل بآل سعد وكان من جملة الحاضرين في مجلس الإمارة معي عمره في الرابعة عشرة وهو نجل الأمير متعب بن زيد الأيادي أقامه الوكيل معي لإزالة وعثاء السفر فدلني على دورة المياه وهذا من تمام العناية فركبنا في سيارة من سيارات الأمن إلى بيت الأمير للاغتسال والتحمم وقد كان موجودًا في ذلك الحمام ماء بارد ومناديل وخدمة وبعد خروجي وجدت أصحابي ينتظروني فذهبنا للسلام على القاضي بعد أداء ركعتين بعد الوضوء ولما أن دخلنا عليه كان إلى جانبه كاتب أسمر اللون ولا يتجاوز عمره الثلاثين أما عن الشيخ محمد فقد قام من فوره للسلام وأداء التحية تاركًا بعض أشغاله، وكان قصير القامة أشمط الشعر ويتمتع بنشاط وعزم وكان في آخر العقد السادس من عمره وتقدم إلى نحو باب المكتب فأجلسنا معه وأمر بالطيب والقهوة والشاي وعرض علينا دعوة العشاء بحيث ورده دعوة الأمير كغيره من الرؤساء للغداء ثم طلب إجابة دعوته من الأمير والوجهاء والرؤساء وعرضنا عليه ما قمنا به من رؤية الآثار فلبى طلبنا وأحضر أحد أجزاء البداية والنهاية للحانظ ابن كثير يستعرض بلاد مدين ثم ركب معنا في سيارتنا الخاصة وهو يقول إنني ما تمشيت فيها منذ قدومي لهذا البلد ولي أربع سنين، وذكر أن فضيلة رئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم ابتعثه للقضاء في هذه الجهة لمدة أربعة أشهر وقد امتدت إلى أربع سنين ويظهر من كلامه تضجره من تلك البلاد النائية ويامل أن ينقل ويا ليته لا ينقل إنه عالم متمسك بدينه وهو خير لهم ثم إنه ذهب بنا إلى جبل الرغام الواتع في شرقي البلد وبينا نحن نمشي هناك نجد آثار الحيطان مقامه من الحجر والجص وفي ذلك الجبل نجد آثار القبور بائنة فيها وآثار النيران القديمة موجودة وهناك آثار شق عظيم يظهر أنه موضع خسف يبلغ عمقه خمسة أمتار في غيران الجبل المحاذي له من جهة الغرب موجود فيه بيوت منحوتة كبيوت ثمود لكنها أقل نسبيًّا منها وقد اندفن شيء منها على مر السنين ولكنها أصلب حجارة من مدائن صالح، وفي الجهة الأخرى بيوت واسعة جدًّا كان