بيدي بعد تبادل التحية الحارة وذهب بنا إلى بيته مارًا بالسوق حيث أخذ حبات من القثاء ودخلنا ثم جاء بالقهوة والشاي ثم جاء بالقثاء ووضعه على السفرة وبينما كنت أحادثه كلمته بيا شيخ فقال أرجو أن لا تخاطبني إلا باسمي فإنه أحب إليّ ولما أن استفسرته عن هذا اللقاء الذي من الله به علينا أبدى فرحه بذلك لما يحب على الإخوان من الاجتماع وتبادل الحديث ثم ذكر أن الشيخ محمد بن عبد اللطيف آلف الشيخ بعثه إليّ لما علم بقدومي إلى مكة لأن أنسخ له شرح السنة للبغوي، فذكرت له أن شرح السنة كبير ويحتاج إلى وقت طويل، غير أنه أبدى لي أن ناسخين يشتغلان فيه من جهته بحيث أن الكتاب ليس بموجود إلا في كتب خانة وهي مكتبة الحرم المكي، وبعدما أبديت عذرًا أنني غريب وليس لدي مسطرة ولا حبر أسود ولا أقلام للنسخ تكون صالحة أجاب بأن أعمل على حسب القدرة وأن كل شيء فموجود في مكاتب باب السلام فاتفقت بالشيخ محمد رحمه الله ووجدت رغبته في ذلك العمل وأما المسطرة فلدى فلان الحاوي مسطرة صالحة فسهل الله الأمور وكنت عند حسن ظنهما بي فكنت أخذ الكراسة واذهب ليلًا فانقل ما تيسر حوالي أحد المصابيح في رحبة المسجد الحرام. وفي السنة التي بعدها كنت أوافيه في المسجد الحرام بعد المغرب والعشاء وجرى بيننا البحث في فضائل الشيخ عمر بن محمد بن سليم لأنه قد توفي في تلك السنة فأثنى على الشيخ عمر وذكر ماله من المناقب وترحم عليه وأثنى على تلامذته بما ذكرناه عنه عند ذكر تلامذة الشيخ عمر رحمه الله، وكان الرجل متواضعًا حسن المعاشرة والمحادثة وجعل يثني على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ويذكر مقاماته في الإسلام ونصرته له خاصة والدفاع عنه وتأييده له نعم كان الشيخ محمد بن إبراهيم مناصرًا للشيخ عبد الرحمن بن قاسم ومدافعًا عنه بل وعن غيره بجاهه العريض وماله من الوجاهة عند الحكام فإنه قد يكون سدًا عظيمًا ودرعا حصينًا يلوذ به في حياته المنكوبون والمغلوبون ولما للشيخ محمد بن إبراهيم من المواقف الدينية الجبارة التي يقفها لله عزَّ وجلَّ فلا يوقف في طريقه وذلك لأن الشيخ بن قاسم كان لا تأخذه في الله لومة لائم ومن